الديوان » د.علي الطائي » رُوح المكان

عدد الابيات : 32

طباعة

روحُ المكانِ وجذوةٌ تتوقّدُ

في أفقِ حُسنٍ لم يزلْ يتجدّدُ

ألقُ الضياءِ وبهجةُ الروحِ التي

في كفِّها تُسقى المنى وتُورَّدُ

أنتِ السماءُ إذا اشتكتْ أحزانُنا

بل أنتِ أرضٌ بالعطا تتَوسّدُ

في مقلتيكِ تألّقتْ آياتُها

كالبدرِ في ليل الدجى يتفردُ

مَلَكَتْ جمالَ الكونِ وهي شعاعُهُ

وتسامَقتْ كالنجمِ حينَ يُصَعَّدُ

ما ضرَّ قلبي أن يذوبَ صبابةً

فالعشقُ في عينيكِ نارٌ تُوقَدُ

وأراكِ في الحلمِ الذي لا ينتهي

طيفًا بهيًّا، كالسرابِ يُمَدَّدُ

هذي الملامحُ لوحةٌ من فتنةٍ

تُبقي القلوبَ بشهدها تتزوَّدُ

إن غبتِ، ضاعَ العمرُ في كنفِ الأسى

أهوى كزهرٍ ذابلٍ يتجلدُ

ما بَالُ قَلْبي صِرْتُ أَسمَعُ نَبضَهُ

 يَحكي انثيالَ العشقِ حينَ يُرَدَّدُ

يتلو الحكايا للزمانِ ملاحماً

فيها الجلالُ وقد حوى ما يُحمدُ

أغفو على ذِكراكِ، أنضَحُ خاطري

حلما جميلاً وارفاً يتردَّدُ

إيهٍ "صَبا"، سنن الجمال تربعت

فيكِ استقامت كالملاكِ تُجَسَّدُ

ما البدرُ إلا قبسةٌ من نورِها

فإذا تجلَّى، قلتُ: هذا المَورِدُ

وعيونُكِ السوداءُ بَحرٌ هادئٌ

فيه الهوى شطآنُهُ تتوعدُ

قد صغت من عينيك شعرا نادرا

يجري كحقل الورد فيه اغرد

إني بقربك ألفُ ألفِ حكايةٍ

وقعٌ يُرادفُهُ الجنونُ فيُحشَدُ

لا تسأليني عن مطاميرِ الهوى

فالحبُّ سِرٌّ في القلوبِ مُقيَّدُ

إن كنتِ في سِفرِ الحياةِ قصيدةً

فأنا القصيدُ بسفرها أتهَجَّدُ

يا بنتَ عَقلي قد ملكتُ بصِدقِهِ

طهرَ القلوبِ ووجهَ من يتودَّدُ

في رحبة الدارِ السَّكينِ تناثرتْ

أغصانُ سَعدٍ بالمحبّةِ تُعقَدُ

إن قلتِ لي: أينَ الهدوءُ؟ أقولُها

في صوتِكِ (الدافي) الذي يتبغددُ

أنتِ الجمالُ إذا التأمَّلُ أوغلَتْ

في سرِّه الأحلامُ فهو معبَّدُ

حتى ظلامُ الليلِ صارَ مباركًا

إن كنتِ فيهِ نجومُهُ تتعبدُ

يا دفءَ لَيلي يا مرافئَ رَغبَتي

أنّى اتكأتُ، وجدتُ طَيفَكِ يرقُدُ

أنتِ ابتسامةُ صبحِنا إن أظلمتْ

تلك العيونُ وزاغَ فيها المشهدُ

إنّي أحبُّكِ والقلوبُ شَواهِدٌ

حبّاً يفيضُ وإنَّهُ لا ينفَدُ

حبّي كما سرٌّ دفينٌ خالدٌ

لكنَّ بعضَ السرِّ حتماً يُشهدُ

حبٌّ كأنَّ الطُّهرَ فيهِ مُرَجَّلٌ

بل كالجداولِ بالنقاءِ مُمسَّدُ

لن يبلغ الوصف الأريبُ وإن رقى

كاد الأريبُ لعظمِ ذلك يسجدُ

هل ذا الثناءُ يليقُ أو أبلغتُهُ؟

أم في المديحِ أنا الغريبُ المجهدُ؟

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د.علي الطائي

د.علي الطائي

15

قصيدة

طبيب وشاعر وكاتب من مواليد العراق عام 1967 عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقي

المزيد عن د.علي الطائي

أضف شرح او معلومة