ويلي أنُكّل قوس الحزْم منشطرَا

يشتاق سهمٌ له في صولة وترا

كم عاش يرسم للأتراب منطلقًا

تبري النفوس به في غاية بصرا

كم خر منحسرًا من قدره عظم

وانسل منكسرًا مذلول فاعتذرا

يا سائسًا عتبا هل فجأة هرمت

أمشاجه ورمت أنيابه القدرا

أويستحيل بأن تنجوا بمعترك

قد خاض فيه خضاب الليل واستترا

صارت تجر لظى الخيبات في قفر

جلف يجفف سيل الفخر منحصرَا

ما باد يصْفُوا لهم في الفجر من قبس

والليل في لجب الأنفاس قد فجرا

شد الوثاق به الإقدام حتى بدا

يهوي بنكبته الإحجام منحدرَا

هذا الجسور الذي ما حط كاهله

عجز ولا طمعا قد خان مانذرَا

جل الكروب أبت تثني خواطره

في كل مفترق أو قالب خطرا

حتى الثغور أبت أن تعطه لقبا

يكفي خصاله وصفا كاملًا صدرا

ماطاب نسل له في بطن زانية

قد لقحت بدم السّادات والأمرا

كيف نبجل بالإجلال نرفعه

كالأنبياء مقامًا عاليا قدرا

والعين مرمدة لا طال موصلها

أنفا لها إلاّ كي يشجب النّظرا

هاذي البصيرة قد هدت مناسكها

مذ أمّها خفر للإفك معتمرَا

كيف الثبات لروع عاش منشؤه

بين النبيذ يحب الرقص والقذرا

هذا الصبي سليل العز ليس له

إلا الغرور الذي في الخلق قد عثرا

لا طاق محمله للكد في فتن

للمال أن يذر البهتان والسّمرَا

والكبر حلته والجاه عملته

في الخلق يبغض من أطيافه الفقرَا

ألقى عصاه عصًا للسحر فانقلبت

رقطاء تنفث من أنيابها الشّررا

يابن السذاجة يا غرا يشاد به

في كل ناقصة أوغيبة عبرا

يحلو له ثمل في الليل يصحبه

خلان مائدة أشباهه زُمرا

لا قلبهم ألف المعروف أو شربت

أوداجه مُثلا إن رث وانفطرا

للبطش ملتهم لم تزدري نزقا

للسلب أو نفقا للنصب منحدرا

لا الهجو يوثقهم بالردع او سببٌ

في الصدع يمنعهم كي يلحِمو الحجرَا

أو دحرجت ندما لله صحوتهم

كي تقتفي ندما بالرجس قد عفرا

لله ذنب الذي قد عاث في زمن

إنسانه نبذ المعروف واحتقرا

يغري الرعيل الذي قد شد مبدأَه

دهرا على مضض يستلهم العِبرا

يرمي النفوس التي بالخير قد فُطرت

أغوارها ودحت في غفلة سقرا