أيا وطن العز من خان باع

خلاله بين صنوف المتاع.

رضينا الهوان لتبقى أبيا

نخوض المآسي بفرط اقتناع

رأيناك تسبى فقلنا. هوانا

نحرر جسم الأسير المباع

أضعناك فينا فخفت علينا

كخوف المهدد بين الضياع

كبرنا بنسغك نبتا ظليلًا

بعقل متين وقلب شجاع

فكنا جنودا وكنا حشودا

وكنت المحصن بين القلاع

فدَكّ الجهالة فينا يراعٌ

فكنت المعلم يا خير راع

فخضنا نباري صنوف اعتقاد

شقي يجر إلى الإبتداع

وكنت المبجل في النفس دوما

وكنت المسجل فوق اليفاع

فكنت الكريم فرُحنا نضاهي

سمات العطاء بدون انقطاع

أشادوا هباءًا بفضلك كبرًا

تباهوا كأسد بقلب الضباع

جسوم ذوى المجد منها انحناءًا

وضاقت صدور كسيل التلاع

نفوس تسف المتاع ابتذالَا

كسف التراب بدون ابتلاع

وتأكل من كل عرق بسحت

حرامًا وتفري بطون الجياع

لئن يطلق الدمع فيهم سعيرًا

لَمن كل قلب أضاقوا التياع

فيذوي سعار بها إن تمادت

لتغرف مالا بدون انقطاع

فيا حيرة إِذ تراهم عبيدا

للذاتهم وصنوف المتاع

فلفظ فلم ينتفض من كتاب

به صار في النشء يقتص باع

أقول وذا قد تمادوا فسحقا

لشر. الخلائق حتى النخاع

فكم دارُ خزي أهانت كريمًا

وكم كرّمت من لئيم مطاع

وكم ألهمت رجسهم إذ تجلى

بغش وجور وظلم يذاع

وعهر تفشى فصار حديثًا

يشاد به في شريف ا لبقاع

وكم جردت من فطيم حياة

فلم يستفي بعد سن الرِضاع

وأكتاف بذل أهينت وسيقت

على شقوة من هناء مشاع

وأفواه إفك تنامت ولزّت

لحوم الرعية للابتلاع

صدور تزعزع فيها الصلاح

وأقدار قد عاث فيها الضياع

عقول تنامى بها الحمق حتى

تغلغل فيها قبيح الطباع

نمت واكتسى الظلم فيها صلاحًا

لينفث حقدا كسم الأفاع

فلا ريب نور يزيح ظلامًا

ويأفل بين الرجوم الصراع

أيا من تفانوا لفي الخلق إفكًا

فقد أيقن الشعب فن الخداع

وصار له للصعود جذوع.

تسلقت الوعر حتى الشعاع

ولولا تراب وشمس وظل

ومنهاج رب لما صار واع

دعوت بقلبي وان مل قلبي

أًَلنهض. بحبرك يا خير داع

فجد من مدادك غيثا نقيا

. فجوف الطغاة ليغري اليراع

يكيل الضغائن فينا بلطف

فآن نكيل له ألف صاع

رضينا كفافًا من العيش فينا

وكِلنا له من صنوف المتاع