هذه القرية تعجُّ برياح البؤس وتقطنها أشباح الأحزان
هواءها خانقٌ جافٌ يفسد العقل والقلب بمسمومِ الدخان
لكني مقيمٌ يأبى النزوح من مساكنها ما تبقى من زمان
لأن قبرك فيها الآن، أزرعهُ بالرياحين وتسقيهِ العينان
ورغم الصمت الجاثمِ ما بيننا سأتلو عليك فاتحة القرآن
أقصُّ عليك كيف كنّا، وأرى خيال ابتسامةٍ في الجنان
ما عاد بمقدوري سماع ضحكاتك لأرقص مثل الفرسان
الرجلُ الأخرق المجنون والبجعةُ في سمفونية الألحان
ورغم الفراق باقٍ جوار مرقدك الأخير تخالنا جيران
أنا عاشقٌ قدّ من صخورٍ عنيدة، وما لي سواك أوطان!
63
قصيدة