يا صهيل الحرف في أرضِ الكتابه

شد عرف الريش واكتب بالنيابه

ما بدا يخذلك في التدوين وحي

من ولوج النبع فالجأ للسحابه

من سماك الكون ذا يرزقك منا

فالتجأ لله واستسقي جوابه

لا تلذ للناس سؤلا حين جهل

ليس نهل المرء في الإنسان بابه

وكذا الأوراق كالأرزاق تغدوا

سعد من كانت بفحواها كتابه

يا أخ الأفكار يا روح الحصاة

جًد حباك البوح مما ترتضيه

أنت نور ساطع بين البرايا

أنت ذخر الهدي مما تحتويه

أنت فخر أنت فجر من جمال

أنت درب الحق من عادوا إليه

إن أضعت النور في الدهماء أذوي

كل نور ساطع ذكرتنيه

أي وصف يحتويك حين تعطي

كل حرف صادق مما لديه

كل مدح لن يوفيك مقامًا

كل وصف لو مشى الحسن عليه

أي قول لن يجاريك بيانًا

في سجال الضاد ندا أو شبيه

حيت تغدوا يا أخي الدنيا قفارًا

منك تبدو تحمل الدنيا ربيعَا

أي صفو في نظار الكون يعلُ

أبيض الأنظار كالطفل رضيعَا

ما رأى الإ بداع سودا من فراغ

حل إلا ينشر الروض صقيعَا

إن رأى في الصدر عشبا ومروجًا

فابتهج بشراكَ مخيالًا بديعَا

فاكتب الأحوال حرفا مستنيرًا

قبل أن يغتال في القلب سريعَا

وحيك المجبول يا قلبي حصيد

مستفيض يغمر الدنيا صنيعَا

قيديني يا حروفي واجمعيني

وانقذيني من لظى ذاك الحريق

ليس نوح الحرف إلا بوح صدق

قد تغذى من صدى الجرف العميق

يلتقفها فوق طير ترجمان

من جسور تحمل الجرح الطليق

عل ليلا يعتليه النور شعرا

عل سيلا في المدى قد يستفيق

يحمل الأحجار من مكنون صدر

كي يموج الحبر والتبر العتيق

ثق بأن القول نصف الفعل جزما

شرعة التبيان والحرف الرشيق

يعكسً الأحوال من أنات بوح

كي يفك الأسر والقيد الوثيق

كم بيانًا شاردًا يحمي شريدًا

وغريقًا يحمل الجسم الغريق

لا تجامل إن بدا حرفي هباءًا

لا تزد دربي سرابًا كي يضيق

يا رحيق الشعر لولاك لكانا

شهد ذاك العمر شيء منعدم

ما بدا في الصدر طلع معدم

إن سقاه الحرف ضلعا يلتئم

أي قرض كان في الأجواء ينأى

عن مصير الحب أجدى أن يصم

ما بدا في الأرض سرب حائم

كيف يرقى إن أذابته الحمم

أن تمني القول لهوا من سراب

قد عصيت الله لغوا بالقلم

بل فكن مرآة عصر جائر

تبصر الأحوال كالنسر الأشم

أم تكن منوال حرف أجوف

خاويًا يجتر من سهل الغنم

ذي خطوب الحول أفصح قائل

من بيان لاكه القول الأصم

من كلامٍ تافه لا ينتهي

من لسان صاغ إفكًا وقسم