ويمضي العمرُ عاماً بعدَ عامِ

كَلَمحِ البرقِ في قَلبِ الظلامِ

 كأنّا في فضاءِ الكونِ رمزٌ

يَضيعُ بلا أصولٍ أو مَقامِ

تُحدِّثُنا السّنونُ بغيرِ قولٍ

ونَفهَمُها بِحِسٍّ وانسِجامِ

فَلا تَركَنْ إلى ماضٍ تولّى

ولا تخشَ السقوطَ بلا نِظامِ

تُرى الأيامُ كالمرآةِ تجلو

حقائقَنا ببدءٍ أو ختامِ

ولا تيأسْ إذا الأيامُ تمضي

ففي الآمالِ إكسيرُ الدوامِ

ولا تخشَ انتهاءً، فهو بدءٌ

تؤجّجُ فيه أنوارُ الوئامِ

وفي الأقدارِ أسرارٌ تخفَّتْ

وألطافٌ تزورُ بلا كلامِ

وما الأعمارُ إلا نبضُ ذِكرى

تُزيحُ بِصَوتِها لَغَطَ الزُّحامِ

فليتَ الحيَّ يَمضي في صَفاءٍ

ولو عاثَت به ريحُ الخِصامِ

سنمضي في خُطى الحبِّ ارتقاءً

لنرفعَ في غدٍ صرحَ السلامِ