أَبا شَادِي، كَأَنَّ الْمَجْدَ فِي كَفِّهِ،

يَزْهُو كَغُصْنٍ يَفِيضُ الْخَيْرُ فِي عُرْفِهِ

إِنْ جَاءَ بِقَوْلٍ، بَاتَ الْعَدْلُ مُنْتَصِبًا،

وَإِنْ مَضَى، لَاحَ نُورُ الْحَقِّ فِي وَصْفِهِ

كَالْبَدْرِ فِي لَيْلَةٍ، يَجْلُو دُجًى حَلَكَ،

وَيَنْثُرُ النُّورَ فِي الدُّنْيَا عَلَى طَرْفِهِ

تَحْنُو عَلَيْهِ اللَّيَالِي وَهْوَ يَرْتَقِبُ،

أَنْ يَرْتَقِي سُلَّمَ الْإِبْدَاعِ فِي عِطْفِهِ

إِنْ كَانَ يَصْرِفُ مَالًا، لَا تَفَاخُرَهُ،

فَالأَيَادِي تَفِيضُ حُبًّا مِنْ لُطْفِهِ

وَإِنْ دَعَاهُ نَدَى الْجُودِ، أَقْبَلَهُ،

كَالسَّيْلِ يَجْرِي عَلَى الدُّنْيَا مِنْ عَطْفِهِ

يَمْشِي كَجَدَاوِلِ الْأَنْهَارِ صَافِيَةً،

تَرْوِي الْحَيَاةَ بِلَمْسَاتٍ مِنَ كَفِّهِ

حَتَّى إِذَا ذُكِرَ فِي النَّاسِ مَفْخَرَةٌ،

كَانَ اسْمُهُ أَوَّلَ الْأَسْمَاءِ فِي صَفِّهِ

هَذَا أَبُو شَادِي، كَالنُّورِ يَسْبِقُنَا،

مَجْدٌ تَرَكَّبَ فِي أَثْنَاءِ لَمْحِهِ

لَوْ أَنَّ قَوْمًا نَالُوا الْعِزَّ فِي رَجُلٍ،

لَكَانَ عِزُّ الْوَرَى مَبْنِيًّا عَلَى اسْمِهِ

يُشْبِهُ فِي حِلْمِهِ قَوْمًا مَنَارَتُهُمْ،

قُدْوَةٌ لِكُلِّ غَدٍ يَشْدُو عَلَى نَزْفِهِ

يُقَالُ: شَادِي الزَّمَانِ، النَّجْمُ فِي سَمْتٍ،

لَا يُدْرِكُ الْقَوْمُ إِلَّا ضِيَاءٌ مِنْ شَرَفِهِ

مَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ ذِكْرٍ فِي جِهَاتِكُمُ،

إِلَّا وَذِكْرُ أَبِي شَادِي عَلَى لَحْفِهِ

فَإِنْ قَرَأْتُمْ هَذَا الشِّعْرَ مُحَمَّلًا،

قد شَهِدَتِ الأَبْيَاتُ بِالشِّعْرِ فِي مَدْحِهِ