قبلَ الهزّةِ الأرضيّة
الّتي زارَتْ مِصْرَ بليلةٍ فقط
كانَتِ الكرةُ الأرضيّةُ المُتصابيةُ أبدًا
هربَتْ من بيتِ زوجِها العجوز
بمريولِها المدرسيِّ العتيق
لتلتقي رفيقَ صباها المرّيخ
سَهِرا ليلةً حمراءَ
من ليالي العمرِ بطولها وعرضها
على ضوءِ صديقٍ قديمٍ لهما
يُدْعَى القمر
يَتَمَرْمَغانِ بغبارِهما
في فضاءٍ لا نهائيِّ أرجوانيّ
وعَصْرَ اليومِ التّالي فقط
عادَتِ الكرةُ الأرضيّةُ من سهرتِها
إلى بيتِ زوجِها المُغَفَّلِ العجوز
دائخةً متراخيَة
لتَهُزَّ رِدْفَيْ نبيذٍ نُوبِيَّيْن
قُدَّامَ عينيِّ الهَرَمِ الأكبر
غارَ القمر
من صديقِهِ المرِّيخ
فغمزَ لرفيقةِ صباهُ الزُّهْرَة
والتقَيا هما الآخران
على ضوءِ الكرةِ الأرضيّة
في أواخر الشّهرِ نفسِه
من يدري
هل اهتزَّتِ الزُّهْرَةُ
هي الأخرى
قُدَّامَ هَرَمِها الأكبر؟!
تركي عامر شاعر فلسطيني ولد في قرية حرفيش في الجليل الأعلى سنة 1954م،
عمل موظفًا في دوائر الشؤون الإجتماعية لمدة تسع سنوات. ثم انتقل في 1985 للعمل في التدريس في ...