عدد الابيات : 39

طباعة

يسودُ الموتُ في وطني

فيا محبوبتي قولي

أيُعقلُ أن يعيشَ الحبُّ

في شريانِ مشلولِ  

وهل شاهدتِ مقتولًا

هوى في حبِّ مقتولِ

أيا محبوبةً ألقاكِ

عن بعدٍ بلا لمسِ

خذيني شعلةً للحبِّ

واستولي على أمسي

وذوقي الحبَّ في الثمراتِ

أقطفُها من الشمسِ 

وإنْ شاهدتِني يومًا

جريحًا نازفًا أعيا

فلا تتوهّمي ضعفي

ولا تترقّبي نعيا

فلي جرحٌ أموتُ بهِ

ولي جرحٌ بهِ أحيا

ولي قلبٌ إذا آسى

كوردٍ ينثرُ الإحساسْ

وعطرٌ فيهِ يستهويهِ

كلُّ الناسِ والأجناسْ

لأنَّ اللهَ مسَّدهُ

فأخفى نزعةَ الوسواسْ

وهذا الحزنُ موطنُنا

يعيشُ بنا بلا استئذانْ

فلستُ أخونُ يا عمري

كما خانوا همُ الأوطانْ

برغمِ تأكُّدي أنْ لنْ

يرى رغَدًا سوى مَن خانْ

ولكنْ لي وفاءٌ لمْ

يفارقْني وذا ذنبي

فكلُّ الناسِ قد خانوا

سواي غرقتُ في قلبي

وقلبي ظلَّ في عينيكِ

يهوى رفّةَ الهُدْبِ

فلا تنسي أيا حِبٍّي

وصالًا كان يجمعُنا

فَمُذْ غنَّيتِ لحنَ الكونِ

كنتُ اللحنَ والشجَنا

وإنْ أُلبِسْتِ ثوبَ الفكرِ

في الدنيا فذاك أنا

فأنتِ الأصلُ أنتِ الروحُ

صرتِ البيتَ والبلَدا

وفيضُكِ لا يفارقُني

ولستُ أُفارقُ المَدَدا

ومنذُ عشقتُ نورًا منكِ

فكري للمدى صعَدا

ولكنْ ظلَّتِ الآهاتُ

تفرضُ وقعَها القاسي

وترسمُ لي حدودَ العمرِ

في تكرارِ أنفاسي

كأنّي الطائرُ المسجونُ

 والأفكارُ حُرَّاسي

فأجنحتي مُعَلَّقةٌ

بظهري دونما عنوانْ

تعاني قهرَ مجتمعي

فلا تقوى على الطيرانْ

نفاها واستعابَ بها

جَهولٌ فانتهتْ بِخِتانْ

تعالي واحملي تعبي

فعَيشي باتَ لي منفى

كأنّي ما ولدتُ سوى

لألقى في يدي الحتفا

كما المجبولُ في ألمٍ

فكيفَ أُزيلُه كيفا

أيا مشكاتيَ المُثلى

لأنتِ الحلوُ في عمري

وأرضي أنتِ بل وسمايَ

يا شمسي ويا بدري

أراكِ ولا أراكِ فذاكَ

يا محبوبتي سِرِّي

لذاك بقيتُ في الدنيا

أسيرَ الفكرِ والعرفانْ

سأعلو دونَ أجنحةٍ

وعَوني أنْ لديَّ يدان

يدٌ بِيَدِ الإلهِ رستْ

وأُخرى في يدِ الإنسانْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد كمال إبراهيم

محمد كمال إبراهيم

10

قصيدة

محمد كمال إبراهيم، شاعر لبناني، شارك في العديد من الندوات الشعرية، في انتظار نشر ديوان "أحاديث روح"، وأيضًا رواية "السائح المفقود". حائز على إجازة، وباحث ماجستر في اللغة العربية وآدابها، في

المزيد عن محمد كمال إبراهيم

أضف شرح او معلومة