عدد الابيات : 20
تعبتُ مع الأيامِ والجسمُ أُتلِفا
وقلبي تخطّى كلَّ مسعىً إلى الشِّفا
وصرتُ غريبًا بين ناسٍ عرفتهم
كمن قال كفرًا بعده ما تأسّفا
ربيعُ شبابي قد غزته مواجعٌ
حلالٌ على عينَيَّ عمري لتذرفا
غدوتُ أسيرًا في غياهبِ جبلتي
لِلُقمة عيشي أرشفُ الذلَّ مدنفا
و أُرمى على أضغاثِ مجتمعي كمن
يُجازى لجرمٍ قد قضاه تعجرفا
و أضحى مزاجي باعوجاجي وكدرتي
رهينًا أساءَ الفعلَ عمدًا وأجحفا
وما الظلمُ إلّا ظلمُ نفسي لنفسِها
وما كان إلّا وسعُها قد تكلّفا
فأنتِ أيا نفسًا رمتني كتائهِِ
بساحةِ عمرٍ تضمرُ البعدَ والجفا
بماذا خدعتِ الخيرَ فيَّ لتصرفي
حياتي بلهوٍ عاثَ ظلمًا وما عفا
بحثتُ اذا ما جلتِ يومًا بخاطري
ببحرِ ضياعٍ تهتُ فيه مجذِّفا
أأنتِ أنا أم أنَّنا في تفرُّقٍ
أنحن لنا أم وهمُ وصلٍ بنا صفا
أيا نفسُ تهنا في دقائق عمرنا
وليس التمني بالرجوع مصنَّفا
و إنِّي أرى نفسي وعاءً إذا أنا
ملأتُ به علمًا أفاضَ تصوُّفا
وإن قد ملأتُ الجهلَ فيه تعكَّرتْ
ظلامًا حياتي وارعويتُ تأفُّفا
فكوني أنفسي في الحياةِ كطائرٍ
يجوبُ سماءَ الحقِّ حصرًا مرفرفا
ويعلو عن الإمعانِ في أرض وحشةٍ
كزاهدِ عيشٍ في اللطيف قد اكتفى
ولستُ لفقري ممعنًا في تفكُّرٍ
فحبّي لربّي سرمديٌّ وما هفا
وفقري بمالي ليس فقرًا فإنني
غنيٌّ بعقلٍ يعشق اللهَ مرهفا
تعبتُ مع الأيام!؟ مالي ومالها؟
ومن ذا بعيشٍ ما استُبيحَ وعُنِّفا؟
عذابٌ أتى للجسم يذهبُ مثله
وأصل حياة النفس روحٌ بها الصفا
10
قصيدة