وكنتُ أُحاذِرْ
فلمْ أكُ يوماً
وإن لم تسيري بقُرْبِي
كغيري من المُتْعَبِين
أحاولُ أن ينقضي الدربُ
بالمشْي عَبْرَ السرابْ
وتحت الترابْ
فيومٌ يُجَرجِرُ ساقَيْه...
يخشى التساقُطَ...
إذْ يحتمي باقتراب الغروبِ
ويومٌ يجرُّ
على جمراتِ السكوتِ البقيَّةَ
كيْ تستمرَّ الخُطَىَ النازفاتُ
على المِلْـح...دون خسائرْ!!
★ ★
وكنتُ أحاذرْ
وإن لم تَمُدِّي على الرحْبِ عينيكِ
سِحْراً يضمِّدُ نَزْفي
ودِفْئاً يزيل برودةَ كفِّي
..أحاول مُنْذُ المسير البدائي
..فَهْمَ تفاصيلِ تلك العلاقة
ما بين نَزْفِ خُطايَ..وبين الدوائرْ
ولم أَكُ يوماً
كغيري من المُتْعَبين
وإن حاصرتْني شَظَايا السقوطِ
من الخُلْدِ...
ذاك السقوطُ المقدَّرُ
أو طاردتني كمائنُ (ليت) و (لو)
بالسياط!!
لتجعلَ لَيْلِي كَلَيْلِ الغريب
وتجعلَ عَيْشِي كَعَيْشِ المُهَاجِرْ!!
فلم أَكُ يوماً
لأختار مَنْفايَ في سَلَّة الانكسارات..
لاشيءَ يمنعُ..
أن ترتديني مرايا التذكُّرِ...
وهْيَ حَوَاليَّ مِثْلُ الأساورْ
ولا شيءَ يُوقفُ
هذا التدحرُجَ صَوْبَ الجنون
إذا ما تعوَّدتُ دَوْرَ الضحيَّةِ...
وهو مُريحٌ!!
ففي أيِّ رُكْنٍ
سأغفو قليلاً إذا ما غفوتُ بعينٍ
وأُوقِظ عيناً
لتصنع من مُفْرداتِ التوجُّع ...
خُبْزَ الصباح..وماءَ العصائرْ
رفيقان نحن!!
ولسْتِ تُبادِلُ عيناكِ عَيْنيَّ ...
ما تشتهيه أواني الغزلْ
وليس بكِ الشغْفُ
كيما نُلَاحِقَ...
أحلامَ ما بعد جِسْرِ القُبَلْ
رفيقان نحن...أجَلْ
أجلْ يا غريبةُ...لكنْ
إلى أن يُصافِحَ عطرُ العناقيدِ كلَّ الحواسْ
وتمتدُّ دهشَةُ هذا الشهيقِ
إلى ساعدٍ كان غيثاً
وإن جحدتْهُ البراعم مُنذُ الغراسْ
فأرفع رأسي
أُلَامِسُ سَقْفَ السما بالبشائرْ!!
يسيرُ بنا الدربُ بعضاً من العمر...
أعلمُ...
لكنَّني لن أكون كغيري
وأقبلُ من ذلك الدربِ أَيَّ مَصيرٍ
تُريدُ المصائرْ!!
20
قصيدة