الديوان » محمد الشربيني » السير على حدِّ السيف..!!

 

وأعيد ترتيب الحروف المُشْرئبّة...

لا نعتاق الموج..

من كفِّ البحارْ

أمدٌ ثقيل الخطو...

يفترش الشواطئ والبحار..

يكمِّم الموج الفتيَّ...

فلا خروجَ على الإطارْ

و الموج لا يرتدُّ

إذْ تأتيه صيحات التأنيِّ..

رجـفةُالخوف المبلَّل

فالبحار هى البحارْ!!

القاع مقبرة التمرُّد...

فاحترسْ

فالراحلون هنا كِثارْ

أمدٌ ثقيلٌ...

و الحروف على الصحائف

مُهمَلةْ!!

أمدٌ ثقيلٌ...

و الصدور على الأماني

مُقفَلة!!

أمدٌ ثقيلٌ...

و الأماني لا تملُّ

تدق أبوابَ الشرايين الغليظة 

تستجير و لا تُجارْ

فلْينْسلخْ موجي

عن المجرى المُعَبَّد 

ينبثق نور الحقيقة..

هذه الأرجاء أوْحشها النهارْ

فلينطلقْ صوتي

يبدَّد هجعة الوطن المُوزَّع

خلف أجراس التعابير البديعة..والهتافات الأنيقة..

واختلاقات الأئمًَة حول مسألة الطهارة والنواقض..

و التشيُّع و التميًع..

و اندلاع الفتنة الكبرى..

وزخرف فلسفات القابضين على المسـارْ

و لينطلقْ صوتي 

فلستُ أخاف ما استخفى 

إن اهتاجت مشانقهم

وهذا الشعر مصباحٌ..

و زيتي من دمي

و قصائدى مِلحٌ..

وأرغفةُ الجياع الصامدين 

قصائدى نار الغِضاب الثائرين

لينطلقْ صوتي 

فينفجر الذين رأيتهم يتقلِّبون على اللظى

                      ★   ★

قلتم لنا : 

        (جوعوا تَصِحُّوا!!)

و القابعون على الطوَى

ناموا على صوت الحصى

و القِدْر  موقَدةٌ

و قلب الأم لا يغفو

لقد تعبتْ من الكذب النقىِّ طوال أعوامٍ 

و رائحة الطعام تفوح

من قصر الولاةْ!!

   : (الصمت أبْلغُ من حديثٍ)

عبراتنا اختنقتْ..وأطبقنا الشفاهْ!!

أنفاسنا اختنقتْ..وأطبقنا الشفاه!!

أجسادنا انتثرتْ

فما انتفضتْ عروق الصامتين 

و صمتنا يلتف حول حلوقنا!!

طربوا..

سياط الظلم تُسكرها دماءُ الصامتين الفازعين إلى الصلاةْ

نمضي فرادى

قد تجمِّعنا شعابُ الخوف

يخفينا الظلام

يؤمُّنا صمت العصاةْ

و نفرُّ بعد صلاتنا الشوهاء

تُنكرنا الجباهْ

ونبيت تُخجلنا أقاصيصُ البطولة

فوق ألسنة الصغار

نخاف مكر سؤالهم 

فنلوذ بالصمت الطويلْ

ضاقت علينا أرضنا

لاشيء أقسى

مثل ضيق الأرض

أصبحنا نفرُّ من المكان..من الزمان..من الجذورْ

إن كان للأطيار موسمُ هجرةٍ

فلنا مواسمُ...

لا تحدِّدها الفصولْ

أنظلُّ تقذفنا الحدودُ

إلى الحدود..

تجرُّنا الأقدام..

يُسـلمنا الرحيل إلى الرحيلْ!!

أتظل تعبس عند مقدْمنا المدائن 

تستعيذ برغم أناَّ لا نطيلْ!!

يا أيها الوطن المغيَّب عقله 

صدِأتْ شفاهُك

والخيلُ قد يبستْ حوافرها 

يبددها ركودُك ذلك الممتد 

من أبواب"قرطبة"الضياع..

لقلب"بغداد"السليبةِ    

مثلُ لُغزٍ مُبهَم!!

الآن أنزع عنك يا جسدي

عباءة ذلك الوطن البليد...

وأركل التاريخ...

أبْرأ من دمي 

فالجرح ينطق لا فمي!! 

                       ★   ★

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الشربيني

محمد الشربيني

31

قصيدة

شاعر مصري من مواليد الإسكندرية والنشأة بها فترة الصبا حتى العام الثاني عشر ثم الانتقال إلى المنصورة ★درجة الليسانس في الآداب والتربية قسم اللغة العربية ع٨٤/ كلية التربية جامعة طنطا ★كتبت

المزيد عن محمد الشربيني

أضف شرح او معلومة