عدد الابيات : 11
تذكرَّتُ أيَّام الصِّبا مُتَحَسِّرًا
فهاج بيَ الدَّمعُ الغزيرُ تحَدُّرا
ندامايَ بلِّغوا أسى شاعرٍ هوى
بوَصلِ حبيبٍ قد تولَّى وأدبرا
ألم تَرَيا شعري يُهيجُ لذي الهوى
ويُضرِمُ نيرانَ الغرامِ إذا انبرى
سنينٌ وأيَّامٌ شهورٌ تتابعت
أُشاكي وأبكي آهةً وتذمُّرا
وإنِّي لأَستشفِي برؤيَةِ طيفها
ولو كان مرآها يَحِلُّ معَ الكرى
وإنٍّي أراها بين رمشي وناظري
تُجَدِّدُ شوقًا كان في القلبِ أقصرا
تداوي فؤادًا قد تملَّكَهُ الهوى
فؤادًا غدا من لوعةِ الحُبِّ مُكسَرا
وإن غابَ عن عيني فذكراهُ لم تَزلْ
تضَرَّم وفي الأحشاءِ نارًا تسَعّرا
فيا ليتَ أيَّامَ الوِصالِ تعودُ لي
فأحيا سعيدًا أو أموتَ مُقدَّرا
فإن كان حُكمُ اللهِ يَقضي بفُرقَةٍ
فما ليَ إلَّا الصبرُ لو كُنتُ أقدرا
سأحيا على ذِكرى المودَّةِ بينَنا
وأَحفَظُ عهد الحُبِّ ما دمتُ مُقدَرا
11
قصيدة