الديوان » مولاي شريف شبيهي حسني » أنتِ وهجٌ لا يخبو

 جمالكِ ليس مجردَ ملامحٍ تُرسمُ على صفحاتِ الوجه، بل نورٌ يسري من أعماقكِ إلى السطح، إشعاعٌ لا ينطفئ مهما تعاقبتِ الأيام. فأنتِ لا تستمدّين بريقكِ من لونِ الخدودِ أو رسمِ العيون، بل من روحٍ تمنحُ للحياةِ معنىً آخر، أعمقَ وأبهى.

طلعتكِ التي تشبهُ القمرَ في اكتمالهِ ليست مجردَ صورةٍ تأسرُ الأبصار، بل لحنٌ يترددُ في مسامعِ القلبِ قبلَ أن تدركهُ العيون. وحين تبتسمين، ينشقُّ الفجرُ من ثغركِ، كأنّ النهارَ يولدُ من بريقِ ضحكاتكِ، وكأنّ العالمَ كان ظلمةً حتى أشرقتِ به.

في عينيكِ تلتقي أسرارُ الكون، كأنّ الطبيعةَ قد احتشدتْ في نظرةٍ واحدة، فيها مدُّ البحرِ وسكونُ الليل، فيها عمقُ الغاباتِ وصفاءُ الينابيع. عيناكِ ليستا مجردَ مرآتين، بل بوابتان إلى عوالمَ لم يطأها أحدٌ إلا بحبٍّ يليقُ بسحركِ العميق.

كم من وردةٍ أزهرتْ ثمّ ذبلت، وكم من نجمٍ تلألأ ثمّ خبا، لكنّ ضوءكِ لا يبهت، وجمالكِ لا يشيخ، وبهاؤكِ لا ينطفئ. لأنّ الحُسنَ الحقيقيّ ليس في تلاوينِ الخلق، بل في وهجٍ يسكنُ روحكِ، ويتجدّدُ مع كلّ نبضةِ عشقٍ للحياة.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مولاي شريف شبيهي حسني

مولاي شريف شبيهي حسني

10

قصيدة

كاتب، شاعر، صحفي، ترجمان

المزيد عن مولاي شريف شبيهي حسني

أضف شرح او معلومة