دُوَارُ الكأسِ، وجهكِ، تأتآتي  

دخاني، واختمارُ الذكرياتِ 

وأبعادُ المكانِ إذا استطالتْ 

كما في الليلِ خطوُ العاهراتِ 

وتحديقُ الغريبِ إلى شرابي 

كما لو كانَ يبحثُ عن حياةِ

وإيقاعُ الحديثِ إذا سكتنا

معاً واحتدّ وهجُ الأغنياتِ 

ترمِّمُ ما تآكلَ من جبيني 

وتُلْصِقُ ما تشظّى من فُتاتي 

وتُرجعني إلى نفسي كأنّي 

رجعتُ إليَّ من بعدِ الوفاةِ 

فرائحتي كما كانت وشكي

وإيماني ونصف تصوّراتي 

فأنهضُ أنفضُ التاريخ عنّي 

وأجمعُ ما تبقى من رفاتي 

فتعبرني الرياحُ بلا انتباهٍ 

وتحثوني على مُقَلِ الجهاتِ 

أنادي حدّ أنْ أرتدَّ نحوي 

إلى كعبيّ مجذوذَ اللهاةِ 

فأصبغُ ما تقشّرَ من ظنوني 

وأفكاري وسقف توقعاتي  

يُضَاعِفُني وجودكِ كالمرايا 

فذاتي تستحيلُ إلى ذواتِ 

جمالكِ يمزجُ الألوانَ حولي 

ويحقنني بأوردةِ اللغاتِ 

يُحرّر معصميّ من الوصايا 

يُعلمني اصطيادَ المفرداتِ 

نديمةَ ليلتي يا من تخطّتْ 

محيطَ فمي إلى ميناءِ ذاتي 

لديكِ من الجمالِ جبالُ شِعْرٍ 

وليسَ لديّ أكثر من دواتي 

فلا تبقي معي من أجل شيءٍ 

كما كانت جميع العابراتِ 

مررنَ على يديّ مرورَ ماءٍ 

تلاشى قبل فاتحة الصلاةِ 

وسيلي داخلي حدّ امتلائي 

كما بالضوء أجفان النباتِ 

تداخلُ منكِ مقدرتي بعجزي 

تداخلَ ما أعيشُ بأمنياتي 

أتيتكِ لم أكن أنوي عناقاً 

كما لم أنوِ للأمسِ التفاتي  

فشدّي داخلي ما انحلّ مني 

فقد ننحلُّ من طولِ الثباتِ 

أيا امرأتي، وملهمتي، ويا من 

عليكِ تُقَاسُ كلُّ الفاتناتِ 

أريدكِ كي أقصَّ شريطَ عمري 

وكي أغدو بحجمِ تساؤلاتي