الديوان » أحمد سالم » شجنُ النهاية

1
 
 
أحيا‭ ‬لأستفزّ‭ ‬شجنَ‭ ‬النهايات
لأخطفَ‭ ‬عناية‭ ‬الوقتِ‭ ‬بها
وأحظى‭ ‬بهذا‭ ‬الحاضرِ‭ ‬الأبديّ
لأن‭ ‬كل‭ ‬بداية‭ ‬متوقّفة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النَفَس‭ ‬القادم
ولأن‭ ‬كل‭ ‬صمتٍ
يشبه‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الغافلة
إذ‭ ‬
أسقطُ‭ ‬في‭ ‬جسدي
مالئاً
نهايتيَ‭ ‬الفريدة‭.‬
 
 
2
 
 
ليتني‭ ‬كلما‭ ‬أشرفتُ‭ ‬على‭ ‬خيالٍ‭ ‬بهيّ
أو‭ ‬طرِبتُ‭ ‬لما‭ ‬تقترحه‭ ‬الدربُ‭ ‬من‭ ‬متاهات
أو‭ ‬اكتفيتُ‭ ‬بما‭ ‬قلتُ
واقتنعت‭ ‬بأن‭ ‬أصغي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُقال‭ ‬أكثر
رميتُ‭ ‬نفسي‭ ‬إلى‭ ‬المجهولِ
بخِبرة‭ ‬الزاهد
وبدائيةِ
الإنسان‭.‬
 
 
 
3
 
 
عبرتُ‭ ‬سريعاً
لا‭ ‬رويتُ‭ ‬ما‭ ‬أريد
ولا‭ ‬تركتُ‭ ‬ما‭ ‬يروى‭ ‬عني
كانت‭ ‬على‭ ‬لساني‭ ‬كلمةٌ‭ ‬لا‭ ‬تريدُ‭ ‬أن‭ ‬أنطقها
وكانت‭ ‬الجهاتُ
محضَ‭ ‬سراب‭.‬
 
 
 
 
 
4
 
 
ستكون‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬العيونُ‭ ‬أبداً
وربما‭ ‬لن‭ ‬أرى‭ ‬شيئاً
إلّا‭ ‬في‭ ‬إغماضتها‭ ‬الأخيرة
لأنني‭ ‬المعلّق‭ ‬في‭ ‬هواء‭ ‬سَرَحانه
الممتنّ‭ ‬لخيالهِ‭ ‬الأعمى
حين
يوقظُ‭ ‬الحواسّ‭.‬
 
 
 
5
 
 
لولاك‭ ‬يا‭ ‬نظرة‭ ‬الحالمين‭ ‬المستقرّة
على‭ ‬نقطةٍ‭ ‬سماؤها‭ ‬بعيدة‭ ‬ومنالها‭ ‬أبعد
كنت‭ ‬سكنتُ
وما‭ ‬استعادني‭ ‬شيءٌ‭ ‬لأرويه
ولم‭ ‬يغرِني‭ ‬حَدَثٌ‭ ‬لأعود
وأغيّر‭ ‬نهايةَ
القصة‭.‬
 
 
 
6
 
 
أتداعى
قلّما‭ ‬أنقذتني‭ ‬صرخةٌ‭ ‬في‭ ‬الحلمِ
أو‭ ‬صورةٌ‭ ‬لأشياءَ‭ ‬تتهاوى‭ ‬في‭ ‬أبدِهَا‭ ‬الرتيبِ
وحنينها‭ ‬الناعم
أتداعى
قلّما‭ ‬تلقّفتني‭ ‬يدٌ‭ ‬في‭ ‬البعيد
أو‭ ‬أشعلتْ‭ ‬في‭ ‬ليلي‭ ‬الضائعِ
شمعةً‭.‬
 
 
7
 
 
يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬اصطفاء
أن‭ ‬أقفَ‭ ‬في‭ ‬شرودي‭ ‬على‭ ‬حافّة‭..‬
الهوّةُ‭ ‬أمامي
ولي‭ ‬جناحان‭ ‬تعِبَا‭ ‬من‭ ‬التحليق‭.‬

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد سالم

أحمد سالم

8

قصيدة

شاعر سعودي، صدر له مجموعات شعرية "أشياء تتهاوى في أبدها الرتيب" "براعة الالتهاء" "الغرق باستخدام امرأة". شارك في أمسيات شعرية وندوات ثقافية، ومشاريع تعنى في رفعة الشعر العربي وقصيدة النثر.

المزيد عن أحمد سالم

أضف شرح او معلومة