بصوت :
"رَيْحَانِهِا" إذا سَرَى في الدُّجى نَسيمُ سَنَاهَا أَهْدَى لِعيني ضياءَ رَيْحَانِهَاوراحَ وَجْهٌ لها يُؤرِّقُني كَأسٌ منَ الوَرْدِ في وجْدَانِهَاكَأنَّ خطَّ السَّوادِ في حُللٍ سَطَّرَهُ الحُسنُ من عُنوَانِهَاتسْبِيحُ رَمْشٍ إذا بَكى لَيْلُه كالنورِ يُمْلِي دُعاءَ أَشْجَانِهَاوَصَوتُهَا، إِن هَمَّتْ تُرَقِّقُهُ عودٌ تَغَنَّى بِصَمْتِ أَزْمانِهَاكَأنَّما الثَّغْرُ حينَ تَبْتَسِمُ يُزْهِرُ وَرْدًا بِفَيْضِ أَلْوَانِهَاوراحَ طَرْفِي إذا تَذَكَّرَها يَشْدو اِشْتِيَاقًا بِدَمْعِ أَجْفَانِهَاإِذا تَنَفَّسَ نَسِيمُ خُطْواتِها رَوَى الفُؤادَ بِعَذْبِ أَحْيَانِهَاكَأنَّها البَدْرُ حينَ تَلْمَعُ عُيُونُهَا أَنْوارُ حُسْنٍ بِاللَّيْلِ أَرْدَانِهَاإِذا مَشَتْ في الدُّجى تَهَامَسَتهَا أَصْدَاءُ سَحْرٍ تَهِيمُ بِوِجْدَانِهَاتَكادُ تُغْرِي النُّجُومَ بِصُحْبَتِها فَتَسْجُدُ الأَرْضُ بِمِحْرَابِ إِنْسانِهَاكَأنَّ خُطْوَ الهَوَى يُرَاقِصُهَا فَتَمْتَطِي الرِّياحَ نَشْوَى بِأَوزَانِهَاوراحَ هَمْسُ النَّسِيمِ يُخْبِرُنِي عَنْ سِرِّ وَرْدٍ يَفُوحُ من أَكْفَانِهَاإِذا بَدَتْ شَفَتَاهَا مُزْهِرَةً أَزْهَرَ فَجْرُ وَجْنَتَيَّ بِأَعْيَانِهَافَلا تَلُمْنِي إِذَا تَعَلَّقَ بي حُبٌّ كَسِحْرٍ أَسِيرٍ بِجُدْرَانِهَاإِذا تَجَلَّتْ بَوَجْهِ بَهْجَتِها غَفَا الضَّيَاءُ بِسِحْرِ أَجْفَانِهَاتَمْشِي فَتُنسِي خُطَى مَلامِحُهَا إِنَّ الثَّرَى كانَ يَوْمًا بِأَكْوَانِهَاتُهْدِي لِرُوحِي عَبِيرَ بَسْمَتِها كَالزَّهْرِ يُزْجِي الشَّذَا بِأَغْصَانِهَاكَأنَّ طَرْفِي إِذَا تَمَايَلَ لَهَا يَبْحَرُ فِي الحُسْنِ بَيْنَ شُطْآنِهَاتَرْوِي الأَحَادِيثَ فِي مَلامِحِها حُلْمًا تَلَأَّلَأَ بَيْنَ أَفْنَانِهَاكَمْ طَافَ قَلْبِي بِعَذْبِ نَظْرَتِها حَتَّى اسْتَحَالَ الأسِيرَ بِسُلْطَانِهَاإِذا ابْتَسَمَتْ، غَارَ مِنْ بَسِمَتِهابَدْرٌ تَوَارَى خَجِلًا مِنْ لَمَعَانِهَايَا لَيْتَنِي قَطْرَةً أَلُوذُ بِهَاأَسْقَي الحَيَاةَ بِرُوحِ نِيرَانِهَا
69
قصيدة