عشقتُ روحَكِ قبل أن أعرفَ ملامحَكِ، تسلّلتِ إليّ كهمسِ الريحِ في ليلةٍ ساكنة، كنتِ رائحةَ الياسمينِ في صباحٍ بعيد، ما زلتُ أستنشقُكِ في الطرقاتِ، في كفِّي حين أمدُّها للفراغ، وفي وسادتي حين يعاندُني النوم.
كنا معًا، نرسمُ الأيّامَ بألوانِ الشّوق، نُشعلُ اللّيالي بنورِ الحكاياتِ الدافئة، ضحكاتُنا كانت تُطرّزُ الوقتَ، وأحلامُنا كانت تسابقُ الفجرَ، لكنّ الأيامَ ليست دائمًا صديقةَ العاشقين.
اختلفنا كثيرًا، كغيمتينِ في ريحٍ مجنونة، أصبحت كلماتُنا جمرًا يحرقُ الوصل، وصمتُنا جدارًا يعزلُ الأرواح. حاولنا، ثم حاولنا، لكنّ الحبَّ وحدَه لا يكفي حين تكثرُ الجراح.
انقطعَ النّصيبُ كما تنكسرُ موجةٌ على صخرٍ صامت، لم يعُد لنا طريقٌ نلتقي فيه، ولا حلمٌ نعيدُ بِنَاءَه، لا مجالَ للرّجوعِ، لا مرفأ للأملِ، فقط ذاكرةٌ تهمسُ كلَّ مساء