الديوان » العراق » ابن كمونة » متى فلك الحادثات استدارا

عدد الابيات : 50

طباعة

متى فلك الحادثات استدارا

فغادر كل حشىً مستطارا

كيوم الحسين ونار الوغى

تصاعد للفرقدين الشرارا

فلم تر إلا شهاباً ورى

وسهماً بنقع المنايا توارى

إلى أن أطل بها فادحاً

تزلزل منه الوجود ومارا

وعاد ابن أزكى الورى محتداً

وأمنع كل البرايا جوارا

تجول على جسمه الصافنات

وتكسوه من نقعها ما استثارا

فيا ثاوياً يملأ الكائنات

علاً ويضيء الوجود منارا

ويا سابقاً قد دهاه العثار

فليت العثار أصاب العثارا

فكيف وأنت حسام الإله

تقلل منك المنايا غرارا

وتدعو وأنت حمى المستجير

فيعي عليك الورى إن تجارا

وتستسقى من لفحات الظما

فتسقى من المشرفي الغرارا

وتبقى ثلاثاً بديمومة

معرى بجرعائها لا توارى

فكيف يعفر منك الصعيد

محياً به الملكوت استنارا

وصدرك عيبة علم الاله

بعد لخيل الأعادي مغارا

فذلك أجرى دموعي دماً

وأوقد ما بين جنبيّ نارا

أتسري وأنك مأوى الأسير

بناتك فوق المطايا أسارى

تجوب بها مربعاً مربعاً

وتجتاز فيها دياراً ديارا

فهل تعلم العيس من فوقها

تجاذبها السير ولهى حيارى

فما للحرائر واليعملات

وما لاقتحام الفلا والعذارى

وان تركب التيب مهزولة

وتوسعها في الترامي مغارا

وما لعقائل أزكى الأنام

لينحى بها في الفلا أو يسارا

وزينب تدعو الأهل مجير

يجير وأنى لها أن تجارا

بقلب يذيب الصفا شجوه

ودمع سكوب يضاهي القطارا

سأهجر إلا البكاء والعويل

وءآلف إلا الهنا والقرارا

أرى واحدي مركزاً للرماح

ومن بعد يوجس قلبي اصطبارا

وتدعو أخاها وأنى تجاب

وما كان أن لا يجيب احتقارا

أخي صرت قطب مدار الخطوب

يدور علي مدى ما استدارا

يشاطرني الدهر أحداثه

وتدعو بي النائبات البدارا

الوث على المرزئات الأزار

والوي على المعضلات الخمارا

وقلبي من الثكل في كل آن

يموت مراراً ويحيى مرارا

أراك تكابد وقع الحمام

بحر حشىً يضرم القلب نارا

ويجلى كريمك في السمهري

وجسمك حلبة قب المهارى

وحولك من هاشم عصبةٌ

وصحب وفوا للمعالي ذمارا

أصاتت بهم هاتفان المنون

وجد الحمام عليهم وجارا

كشهب تنكب عن أوجها

وتهوي إلى الأرضين انتثارا

ظماة وما أوردوا غلة

على الغب إلا قناً وشفارا

فياليتني وارد وردهم

وحسبي بذاك الورود افتخارا

أقول وماذا يفيد المقال

ولكن شرار الفؤاد استطارا

أمية هل أحجمت هاشم

عن الثار أم هل أمنت المثارا

وإن لأوتارها قائم

ينال ولو في المقادير ثارا

أبا القاسم انهض وزج القضا

وجاوز مدى النيرات الغبارا

فليس لنا مدرك الإصطبار

وأنى ننال عليه اقتدارا

وهذا تراثكم في النهاب

وهذي عقائلكم في الأسارى

وإني لارعاك يوما أغر

يطبق بالصافنات القفارا

تدك بهن جبال الضلال

وتشرع للدين فيها منارا

فأنتم غياث جميع الورى

إذا انغمروا في الخطوب انغمارا

بدنياي كنتم منال الرجا

وكنتم بأخراي لي مستجار

وأيان أنمى إلى مدحكم

فأرقى لام السماء مطارا

وأنى أحاول أوصافكم

وكيف أحيط بهن اختبارا

عليكم صلاة الإله العلي

ما عاقب الليل وقتا النهارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن كمونة

avatar

ابن كمونة

العراق

poet-Ibn-Kammuna@

64

قصيدة

1

متابعين

محمّد علي بن محمّد بن عيسى الأسديّ الحائريّ، المعروف بـ ابن كمّونة، هو أحد مشاهير شعراء كربلاء وكبار شعراء العراق. وُلد في مدينة كربلاء سنة 1200 هـ / 1776 م، وينتمي ...

المزيد عن ابن كمونة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة