الديوان » ابن مجدي » دأبُها مصر

عدد الابيات : 18

طباعة

سلي البدرَ يومًا هل جلا عن مدارِهِ

أو الشمسَ لاحت ساعةً بجوارِهِ

سلي باكيَ الأطلال هل عاد دمعُه

بأحبابه أو هل أتى بدياره

سلي صاحبَ الإقدام أين حِمامُه

وعن أهله أو عن ذويه وجاره

فقد يُقبَضُ الرعديدُ في ساحة الوغى

كما يُقبَضُ المقدامُ في عقر داره

سلي الفارسَ السنوارَ حينَ قتالِه

رمى بعصاه والعدوُّ بناره

كَمِيًّا ومغوارًا مهيبا لخصمه

صبورا شكورا لم يلذ بفراره

تعصت عليه بالسلاح يمينُه

فألقى عليهم عودَه بيساره

رموه بنيران فألقى بنفسه

عليهم شهيدا جالسا بوقاره

سلي الشامَ والسودانَ كم طال بأسُه

أو القدسَ كم سالت دماء صغاره

ولا تسألي عن مصرَ يا أم مريمٍ

لماذا ابنُها لم ينتفض من عثاره

تجرعَ كأسَ الضيم فانقاد راضيا

بأرعنَ أغبى من جحا وحماره

غويّ فما يدري إلى الحق مَسلَكا

ولا هو يدري ليله من نهاره

إذا حَطَّ في أرض سعى في خرابها

وبذَّر بَذرًا من حُبوب ضراره

مُحرِّمُ حِلٍّ لا يحاذرُ حُرمةً

كذوب أخو كِبرٍ وخائنُ جاره

له عصبةٌ تحميه يَقبع خلفها

كما يقبع العِبريُّ خلف جداره

دنيءٌ تَردَّى بالبراءة والتقى

لباسًا وسفَّاحٌ وراءَ ستاره

كأني أرى الحَجاجَ سفَّاكَ قومه

سوى خشيةِ الحجاجِ دارَ بواره

فذا دأبُها مصرٍ وذلك عهدُها

تُولِّي علينا كلَّ خِبٍّ وكاره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مجدي

ابن مجدي

162

قصيدة

محمد مجدي أمين، من مواليد مدينة حلوان عام ١٩٩٤ م، تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة

المزيد عن ابن مجدي

أضف شرح او معلومة