عدد الابيات : 132

طباعة

على مثلِ ذا فابكِ إن كنتَ باكياً

على مثل خَطَّابٍ تذوبُ المآقيا

ففي مثل خطاب تُعزّى أمة

فيا عينُ سِحّي ساجماتِ اللآليا

فتًى نسألُ الرحمنَ يسبِغْهُ رحمةً

ويا أسعدَ الرحمنُ روحاً تساميا

فيا أعينَ اللاهين ويحك فاخجلي

ويا أعين الباكين لا لا تباليا

ونعذُرُ صدقاً كلَّ عينٍ تهاملتْ

لفقد هُمَامٍ للجهاد مناديا

ينادي بقولٍ والفِعَالُ صوادقٌ

جهاداً بمال الله رُخصاً لغاليا

لقد هجر الأوطان للحرب يافعاً

لسبعِ سنيٍّ بعد عشر تواليا

يقول لئن خلّفت أهلاً وعِشْرةً

وطلّقت عيشاً مستلَذّاً ورائيا

وأبدلتُ أصحاباً ينامون في الضُحى

بأصحابِ عزمٍ يُدلِجُون اللياليا

وفارقت إلفاً لذي العين سكرةً

بدارِ غرورٍ صبُّها في النواهيا

وباعدت أرضاً قد درجت بها صِباً

وخلّفتُ روضاً ناضراً في الضواحيا

فحِلّي وترحالي أريد به المنى

بأن يكسر الكفارَ صدقُ عِرَاكِيا

وأصبحت في الأفغان طُرّاً بغربةٍ

وأَذكُرُ في الأحساء خلّاً مُصافيا

أسوق لحرق الكفر نيران مدفعي

وأزرعُ ألغاماً لنسفِ الأعاديا

فهمّي رضى ربي بقتلي لكافرٍ

برمي رصاص الحقّ جمراً غواشياً

لئن قرّب الأبرارُ في العيدِ أنعُماً

وَضَحَّوْا لمولاهم بعيراً فَما ليا؟

فيا ربِّ فاقبـلها قرابينَ راحتي

فئاماً من الكفار أضحتْ بَوَاليا

يظنّ بي المغرورُ ظنَّ سفاهةٍ

ولا عجباً فالكنز في القلب خافيا

سيعلمُ من قد فاز فوزاً ورفعةً

إذا جُندلَ المخذولُ تحت السّوافيا

لئن عرف الشيشان للحرب قائداً

فأكرم بخطابِ الجنانِ العواليا

لكم علّم الشبان فقهاً وسنةً

وأشبعَ جوعى ثم قد باتَ طاويا

لقد رفع التوحيد أسّاً وغايةً

ومن كان ذا دوماً فللحقِّ هاديا

ومن ثمّ سلّ السيف بالنصر موقناً

يحارب تحت الشمس والليل داجيا

ويمضي صدوقاً للإله معظِّماً

كذا الظن في المحبوب والله واليا

وطار إلى الأفغان والطاجِ بعدها

ومن ثمّ داغستانَ واللهُ قاضيا

ولمّا دعاه الحقّ هبّ مظفّراً

يريد رُبَا الشيشان قبراً مواتيا

فضاقت صدور الروس غمّاً وأُرعِبوا

فما الشجب كفواً للحسام اليمانيا

وضوحاً بكل القول بدأً وآخراً

فلا السلم للكفار بتّاً عدائيا

وأضحت جموع الروس شعباً ودولةً

يريدون كيدَ الليثِ قُرباً وقاصيا

لقد ذاق منه الكفرُ صاعاً مضاعفاً

فقد كان للإسلام سيفاً مُداويا

وما كان أمر قبل أمر إلهنا

فإن أذكرِ المقدورَ زالَ حذاريا

فما فرّ خطابٌ من الزحف هارباً

ولا دمعتْ عيناهُ خوفاً وشاكيا

وقد كتب الرحمن مُذْ شاء خلقه

عليه حِمامَ الموت تِيكَ اللياليا

لقد سَمَّ خطاباً أثيمٌ منافقٌ

عليه من الجبّارِ رِجْزًا مُوافيا

لقد مات مسموماً كما مات أحمدٌ

شهيداً نبيّاً بل رسولاً وهاديا

وقد مات سيف الله بالأمس خالدٌ

وقد خاض زحفاً بل حروباً ضواريا

وقد قال قولاً يقدحُ النور في النُّهى

فلا نامَ من أمسى جباناً وساليا

فيا ليت شـعري أين ميتة من ثوى

قتيلاً كليلاً من قتال البواغيا

ومن مات مثل الكلب من شبع بطنهِ

وقد مات خوّاراً جباناً ولاهيا

فمن ذا يبيع المستهام جنانه

فقد نادت الفردوس من كان ساميا

فإن مات خطابٌ فما مات ربُّنا

فمن أوجد الخطاب إذ كان فانيا؟!

لئن فقد الإسلام للحرب قائداً

فلن تُعقم النسوان إنجاب ثانيا

لئن مات خطابٌ فقد مات قبله

أُسُودٌ لدى الصولات طِبُّ الدواهيا

لئن رحل الخطاب عن دار غربةٍ

فربَّ شهيدٍ في الجنان العواليا

ألا لا نُزكِّي فَتَانَا وإنّما

تجيش شجونٌ في الصدور القواليا

عسى جدثٌ يحوي تراباً لحِبِّنا

رياضَ جنانٍ مترعاتٍ سواقيا

لقد كان خطابٌ كألفٍ تكاتفوا

ورئبالُ غيلٍ من أشدِّ الضواريا

فإن كان خطابٌ شرى الموت بالبقا

فساوم بذاك البيع إن كنت شاريا

لقد أبرد الأكباد حقّاً بفعله

فقد كان خطابٌ ثِمالَ الصواديا

جزى الله شيخاً حبّبَ الشبل للعُلى

جنانَ نعيمٍ لم تُعَبْ بزواليا

لك الحمد يا رباً عظيماً نوالهُ

بِبَعْثِكَ جُنداً في زمان التهاويا

وكم من ولي للإله قد ارتوى

ثرَى الأرض من كَلْمٍ له ويقاسيا

يقوم فيدعو والأنام بغفلةٍ

ويصبح صنديداً هصوراً مصاليا

جَهَلْنَا له اسماً! ما عرفنا مكانه!

وقد عَلِمَ المنّان وهو المكافيا

ومات وما نعلمْ له من علامةٍ

سوى وجهِ بدرٍ مستنير وداميا

وتُفتحُ أبوابُ السماء رضاً به

ويبكي تراب الأرض من فقد داعيا

يطير ويهنا في الجنان مخلّداً

ويزهو بحورٍ من حسان الجواريا

لئن نثر الكفّار كلّ سهامهم

فما ينصر الإسلام غير إلهيا

فلندعونّ الله ليلاً وبكرة

وليصدقنّ اللهَ في الحرب لاقيا

ومن صَدَقَ الجبّارَ يجبر كسره

ومن نَصَرَ المولى له النصرُ ساعيا

فيا قوم قوموا فاصدقوا في لقا العدا

فمن كَذَبَ الرحمنَ فالقصمُ ماحيا

فيا فارس التوحيد مالَكَ لا تُرى؟!

فبادر وكن للدين حصناً وحامياً

وأبشر أخا الإيمان فالفتح قادمٌ

وإن أجلب الشيطان كلّ النواديا

أيا ثابتُ اسمعْ من وصايايَ عِبْرةً

وكن ثابتاً في الدين كالطود راسيا

زمانك لو تدري زمان زعازع

فكُنْ صادق الإيمان صلباً وحانيا

فصلباً على الباغي رحيماً بمؤمنٍ

كثير النّدى سمحاً وللمال حاثيا

فمن كان صلب الدين صحّ فؤادهُ

ومن كان رُخواً فهو للدّون ساعيا

اذكر نعيم العدن واذكر لظى لظىً

واحذر فقد يلقيك من لا يباليا

واسكب من العبرات دمعاً سواجماً

فما أقرب الغفران إن كنت باكيا

واسجد سجود الذل واطلب نوالهُ

فإن إله الحقّ يُحيي البواليا

واعلم بأن الدّين توحيد ربنا

فوحّد وكن دوماً حنيفاً وداعيا

ولا تنس أن ترضى عن الله دائماً

فقد فاز عند الله من كان راضيا

وسابق إلى الطاعات تُعطى رضاءهُ

ومن يرض عنه الله حاز المعاليا

أبُنَيّ عظِّم في الجَنَانِ لسنُّةٍ

وأبشر فنور الله نعم السنانيا

وادع إله الحق يمنحْكَ ميتةً

بكبد الوغى شعثاً صريعَ العواديا

بعيداً ونائيْ الدار في أرض غربةٍ

خرَجْتَ سليمَ القلبِ تتلو المثانيا

فمن يطلب العليا يبيت مسهّداً

وليس بميْتِ القلب للّهو ساريا

ويصبح صوّاماً كثيراً دعاؤهُ

إلى الله يمضي وهو للّهو قاليا

يحُنُّ تراب الأرض من صدق دمعهِ

ويُشبهُ حين الوتر إحدى السواريا

سخيّاً بذي الدّنيا ضنيناً بدينه

سحاباً كما الأجبال سوداً غواديا

ولا تكسلنْ حبي عن العلم ساعةً

وما فات ولّى في ليال خواليا

وسارعْ إلى القرآن حفظاً وفكرةً

ومن ثمّ فاعكف للأحاديث جاثيا

واسأل إله العرش يحييك عالماً

فمـن ذاقَ شَهْدَ العِلْمِ عافَ الغَوَانِيا

أيا سامعاً فافهم هُديت مقالتي

وأَرْعِ لها سمعاً من القلب صاغيا

احجز لنصر الدين بالنفس مَقْعَداً

فقد قام سوق للشهيد مناديا

قومي همُ الإسلام لا شيء غيرهُ

سواء أجادوا الضاد أم لا فماهيا

قومي إذا ما الضيمُ حلّ لقيتَهم

أسود الشّرَى في مدلهمّ العواتيا

ومن حارب الإسلام فالهدمُ هدمُهُ

ومن ناصرَ الإيمانَ سادَ الروابيا

أقولُ وإن شُدَّتْ بقومي هجمةٌ

فإنّ شباباً منهمُ قد بدَوا ليا

شباباً بروضات العلوم تذاكروا

وتاقوا لمرضاة الإله المكافيا

يريدون بذلاً للنفوس وقد سَمَتْ

لهم هممٌ نحوَ الجنان العواليا

يقولون ثَبِّتْ يا عزيزاً قلوبَنا

فيا رب لا نَقْلَى إذا كنتَ راضيا

لقد هبّت الأرواح نصراً ونجدةً

فحيهلاً بالحرب زادت شعاعيا!

فئيهٍ حماة الدّين جاء عدوّكمْ

يريدُ بكم كيداً عظيم الدواهيا

فإن تستجيبوا للكفور فخبتمُ

ألا حَبّذَا قرماً عن الدّين حاميا

أيا أمّة الإسلام جِدُّوا وأدلجوا

فإن عَرِينَ الليثِ قد بات خاليا

لئن كان للإسلام قومٌ ودولةٌ

فهذا أوانٌ للنُّهوض بداليا

أيا مبتغي الفردوس عجّل بصارمٍ

وكن صادق الإقبال عند التلاقيا

فإن تحيَ عشت العز في كل لحظةٍ

وإن كانت الأخرى ستلقى المراقيا

فلِلعبد إن يصدقْ ويُمسي مجندلاً

شهيداً فقد فقد فاحت دماءٌ زواكيا

وينكح أبكاراٌ حساناً ويرتوي

برشف اللمى طَوْراً وطوراً تَنَاجِيا

عَرُوباً يفوحُ المسكُ من مسّ خدّها

ضَحُوكاً يضُوعُ العطرُ جذلانَ هاويا

لئن قرّب الرّحمن عبداً وأنت لا

فأعظِمْ بِهِ خُسْراً شديداً وكاويا

أترضى قعوداً يا جبان مع النساء

وقد صاح صوت في الرّجال مناديا؟!

تذكّرْ هداك الله يوم قيامةٍ

به النار تُذكى من لحوم الطّواغيا

أما عرف المسكين شدة حرّها

فيا ويحَ واخُسْراً لمن كان عاصيا

صَحَى القلب من ذكر الصبابة والجوى

نأى القلب عن حسن عن الله لاهيا

أيا طولَ يومي ثمّ يا طول ليلتي

إذا هيْعَةٌ ثارت وما كُنتُ راميا

ففي القدس ثارات وفي السند مثلها

وأفغاننا أضحى لها الذئبُ راعيا

وشيشاننا ضمّتْ رفاتاً نحبّه

فلله قبرٌ ضمّ خطابَ نائيا

فيا ربِّ ياذا الجُود والطَوْل والندى

ويا رَبَّ أملاكاً عِظاماً ثمانيا

ويا كامل الأوصاف هبلي شهادةً

وختِّم حياتي بالسرورِ الموتيا

ويا ربّ علّمني وزدني تعلّماً

وأخلصْ همومي يا عليماً بحاليا

ويا ربّ قطّعني وفرّق مفاصلي

بجوفِ طيورٍ أو بُطُونِ العَوَافِيا

ويا ربّ حاسبني حساباً ميسّراً

ولا تشوينْ وجهي بذات الصواليا

ويا ربّ عاملني بما أنت أهلهُ

فذنبي عظيمٌ والرّحيلُ دَنَا ليا

ويا ربّ فارفع لي مقامي إلى العلى

فأنت كريم فاجزلن لي نواليا

ويا ربّ إنّي من عبيدك خاضعٌ

وقد ذلّ منّي كلّ خافٍ وباديا

ويا منتهى حبّي وغاية مقصدي

أغثني إله الحقّ غيثاً يمانيا

ويا ربِّ فاغفر لي ذنوباً عظائماً

واجبر إله الحقّ كسر الجنانيا

أعنّي إله الكون في كل لحظةٍ

واستر إله الخلق ذنباً أماميا

أعزّ إله الناس أمّةَ أحمدٍ

فقد سامَهَا الكفارُ ذُلًّا مُصَالِيا

فلا حولَ عندي يا إلهي وقوّةً

ومن أنزل الحاجات بالله ناجيا

أيا قارئ الأبيات عُذراً فإنني

لفرطِ انصداعِ القلبِ شِعْرِي كَبَا بِيا

ولا لاعتراضٍ قلتُ بعض مقولتي

ولكنّهُ خطبٌ يُهِيجُ البَواكيا

فأسأل ربّي أن تكونَ منيّتي

بعيداً عن الأوطان للشّرك غازيا

فخذ من دمائي يا سميعاً لدعوتي

فما أطيب الآلام إن كنت راضيا

لئن عَزّ ديني واستبيحت جوارحي

فأين مقام العزّ إلا مقاميا؟

وصل إله الناس ما مات مسلمٌ

على خير من أرسلت للكفر ماحيا

عليه سلام الله في كلّ ليلةٍ

وفي كلّ يومٍ من جديدِ الزّمانيا

تمّت وأدعو الله يرحم غربتي

إذا كان تُرْبَ القبرِ قَسْراً وِسَاديا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم بن عبد الرحمن الدميجي

إبراهيم بن عبد الرحمن الدميجي

62

قصيدة

إبراهيم بن عبد الرحمن الدميجي التميمي، ولد في الخرمة سنة 1396 ودرس بها حتى أتم الثانوية، ثم التحق بجامعة أم القرى وتخرج من كلية أصول الدين قسم العقيدة، وتتلمذ على العديد من العلماء في مكة وال

المزيد عن إبراهيم بن عبد الرحمن الدميجي

أضف شرح او معلومة