الديوان » ابن مجدي » اعتادني طارقا

عدد الابيات : 23

طباعة

اِعتادني طارقا أبوابَه كَلِفا

يا ليتَ شعريَ هل يُرضِيه ما أَلِفا

أم ظن قلبي مَشُوقا هائما شَغَفا

حُبًّا به؛ فأحبَّ الدهرَ أن أَقِفا

أم يُبصِرنَّ فؤادي غيرَ ذي جَزَعٍ

من صَدِّه؛ فابتغاه يائسا تَلِفا

لوَ انَّ ذلك ما يُسرِي بَشاشتَه

لظَلتُ في رَبعِه حِلًّا ومُعتكِفا

وأقبلتْ جارةُ المحبوب عاذلةً

لما رأتنيَ من هِجرانِه دَنِفا

مهما عُذلتُ على مُكثي بمَربَعِه

فلستُ عن دار من أهواه مُنصرِفا

ولست أرحلُ أن الدارَ صامتةٌ

ولست مُستيئسا أو نادما أَسِفا

أذنبُ قلبيَ أن قد صابه وَلَهٌ

وأنه غيرَ نارِ الشوق ما اقترفا

ألم يَئِنْ للحبيب الصفحُ ثانيةً

يا ليته بفؤادٍ مُتلَفٍ رَؤُفا

يا ليت قلبي وقلبَ المُستقِرِّ به

باتا وقاما على وَجدٍ وما اختلفا

يا ليتنا طائرانِ العُشُّ يَجمعُهم

طارا فدارا إلى الأفنان وأْتَلفا

تامتْ فؤاديَ حوراءٌ لها نَسَبٌ

إلى مهاةٍ ترى في ثغرها رَهَفا

لا ريمَ يَسبِقُها خَلْقًا ولا خُلُقًا

ولا غزالَ بحُسنٍ مِثلَها اتَّصفا

الوَردُ يُصبَغُ من وَردٍ بوجنتها

والليلُ عاده منها الصُبحُ فانكشفا 

رقيقةُ الخَطو إذ تمشي على مَهَلٍ

تكادُ تمشي على ماءٍ وأن تقفا

لانت ملامسُها حتى إذا لَمستْ

ألانتِ الأرضَ والجدرانَ والسُقُفا

سَبتْ فتًى بلِحاظٍ كَبَّلتْه ولم

يَذِلَّ من قَبلها والعشقَ ما عَرَفا

وأفسدتْ صومَه من بعدما عَكفا

على الصيام ويتلو الآيَ والصُحُفا

هلَّ الهلالُ فأبدت وجهَها رَهَفا

مُفْترَّةً فأرتني الشهرَ مُنتصِفا

متى أطلَّتْ أطلتُ الرَّمْقَ وِجهتَها

وظلَّ جَفنيَ في رَنوٍ وما طَرَفا

ولو رأى عاذلُ المفتونِ طَلعتَها

لراحَ بالوجدِ والعُشاق مُعترِفا

فإن أبى غيرَ لومي غيرَ مُعترِفٍ

فإن ذا الحُسنَ عن أبصارِه صُرِفا

يا جارتَيها ومن قد لامني سَلَفا

أدركتم العشقَ أم لم تَبلغوا طَرَفا؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مجدي

ابن مجدي

162

قصيدة

محمد مجدي أمين، من مواليد مدينة حلوان عام ١٩٩٤ م، تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة

المزيد عن ابن مجدي

أضف شرح او معلومة