وَحْدِي
قَبْلَ الفَجْرِ
تَرَكْتُ البَيْتَا
وَرَأيْتُ نِسَاءً يَخْرُجْنَ مَعِي
مِنْ أَبْوَابٍ شَتَّى
فَظَلَلْتُ أَسِيرُ وَلَا أُنْكِرُ
أَنْ يَعْشَقْنَ مَعِي هَذَا الوَقْتَا
أَنٔ يَتَزَايَدْنَ سَرِيعًا حَتَّى أَصْبِحْنَ كَثِيرَاتٍ
يَمْلَأْنَ الفَجْرَ الصَّامِتَ صَوْتَا
يَا اللهْ
إنِّي أَعْرِفُهُنَّ جَمِيعًا
وَاحِدَةً وَاحِدَةً
فَلَكَمْ كُنْتُ أُرَافِقُهُنَّ طَوِيلًا
وَلَكَمْ بِتُّ لَدَيْهِنَّ كَثِيرًا
لَكِنِّي مَازِلْتُ ــ كَمَا كُنْتُ قَدِيمًا ــ
أَلْتَزِمُ الصَّمْتَا
أنِّي وَحْدِي بَيْنَ مِئَاتٍ مِنْهُنَّ
غَرِيبٌ مَذْعُورٌ
لَا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ سَيُؤْتَى ؟
لَيْتَ القَلْبَ الغَافِلَ يَعْرِفُ مَاذَا يَبْغِي
لَيْتَ القَلْبَ الغَافِلَ يَعْرِفُ لَيْتَا
كُنَّ
يَسِرْنَ مَعِي
بِثَيَابٍ سَوْدَاءٍ
أَمْقُتُهَا مَقْتَا
يَسِرْنَ
وَيَحْمِلْنَ صَنَادِيقًا صُغْرَى
تَتَغَطَّى
بِثَيَابٍ بَيْضَاءٍ
حتَّى
جَاءَتْ رِيحٌ كُبْرَى
كَشَفَتْ كُلَّ صَنَادِيقِ رَفِيقَاتِي
فَرَأَيْتُ المَوْتَ
رَأَيْتُ المَوْتَا
آهٍ يَا قَلْبِي
كَيْفَ تَحَمَّلْتَا ؟
تِلْكَ صَنَادِيقٌ تَحْمِلُ أَطْفَالِي المَوْتَى
40
قصيدة