إِنِّي عُودُ الكِبْرِيتْ
مَسْرُورًا كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي أَنْ أُعْطِيَكمْ رُوحِي
مَا فَكَّرْتُ قَلِيلًا فِي أَنْ أَبْخَلْ
مَا فَكَّرْتُ قَلِيلًا فِي أَنْ أَهْرُبَ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِكم
فَلَقَدْ كُنْتُ أَرَى مَوْتِي بَيْنَ أَصَابِعِكمْ أَجْمَلْ
قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ عُمْرِي حُبًّا فِيكُمْ
وَتَمَنَّيْتُ قُدُومَ المَوْتِ لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ
مَا تَبْغُونَ مِنَ الأضْوَاءِ أوِ النِّيرَانْ
وَلِذَا طِرْتُ سُرُورًا
سَاعَةَ حَانَ الوقْتُ لِكَيْ أُشْعَلْ
لَكِنَّي حِينَ رَأَيْتُ المَوْتَ حَزَنْتُ عَلَى نَفْسِي
وَأنَا مَا كُنْتُ لأَحْزَنَ
لَحْظَةَ يَنْتَفِضُ الجُزْءُ البَاقِي مِنْ جِسْمِي
حِينَ يَرَى رَأْسِي المَحْرُوقْ
لَكِنْ أَحْزَنَنِي
أن أَتَلَقَّى مِنْكُمْ ـــ يَا مَنْ كنْتُمْ
أحْبَابي ـــ هَذَا النُّكْرانْ
أَحْزَنَنِي
أنْ أُطْرَحَ أرضًا
مِثْلَ الشَّيْءِ المُسْتَعْمَلْ
40
قصيدة