الديوان » ابن مجدي » حبستُ دمعي

عدد الابيات : 23

طباعة

حَبَستُ دمعي غداةَ البينِ فاحتسبوا

أني على فُرقةِ الأحباب ذو جَلَدِ

وعاتبوني على صمتي وما علموا

أني عليهم لفي وَجمٍ وفي كمدِ

حتى إذا الليلُ يغشاني ستائرُه

فاضت عيوني كأني فاقدُ الوَلدِ

وبِتُّ أسكبُ من عيني سحائبَها

إلى أن اكتحلتْ عيناي بالرمدِ

أنَّ الهُرَيرُ صباحَ السبت من سَقمٍ

ثُم الحِمامُ أتاه ليلةَ الأحدِ

وأمَّلوا الهرَّ أن يبقى فقلتُ لهم

إن المنيَّةَ لا تُبقِي على أحدِ

ظنوا السَّقامَ الذي أرداك حادثُه

وظنِّيَ العينَ قد صابتك بالحسدِ

بالأمس ودَّعتَني وثبًا على كَتِفي

واليومَ أودعتُكم تحت الثرى بيدي

فليت أنك مَن ألبستَني كَفَنا

وليت أن الذي تحت الثرى جسدي

لكلِّ مرءٍ من الأرواحِ واحدةٌ

وفيك رُوحي ورُوحٌ منك في خَلَدي

يا هرُّ مَربَعُكم لي ليس يملؤه

هرٌّ وفَقدُك أذكى النارَ في كبدي

أسقيتَني من كئوسِ الودِّ صافيةً

وكم مُحِبٍّ يَشوبُ الوُدَّ بالفندِ

قد كنتَ عنديَ أغلى الناس منزلةً

ولستُ من وَجدِكم إلا بمُنتقَدِ

يا رُبَّ غاديةٍ في الحيِّ تَهزَأُ بي

ورائحٍ يَعذلَنِّي غيرَ مُتَّئدِ

كم ذا أُلامُ على دمعٍ أجودُ به

لكم فقالوا بَليدٌ فاقدُ الرَّشَدِ

لا يعلمون بأن الدمعَ مَنبَعُه

هرٌّ سيذكرُه شِعري إلى الأبدِ

تَفرُّ من صوتِه الجُرذانُ فازعةً

كما تفر ضِباعُ الغابِ مِ الأسدِ

يَلقَونه في نواحي دارِنا عَدَدًا

ويلتقي جَمعَهم فردًا بلا مَدَدِ

فيَخرجُ الفأرُ كَرهًا من مَكامِنِه

ما بين مفتوحِها ركضًا إلى السُّدَدِ

هرٌّ رحيمٌ كريمُ الخُلْقِ مُقلتُه

في كلِّ مُنتقَلٍ أخطوه بالرَّصَدِ

إن تَلقَني حَزِنًا تحنو عليَّ وإن

تظنَّني أَرِقًا تَربتْ على عَضُدي

وإن أنم ساعةً تَربِضْ عليَّ وإن

شكوتُ غسَّلتَني بالماء والبَرَدِ

عسى إلهي يُجازِيني على شجني

ويَجمعَنَّك بي في جَنة الخُلُدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مجدي

ابن مجدي

162

قصيدة

محمد مجدي أمين، من مواليد مدينة حلوان عام ١٩٩٤ م، تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة

المزيد عن ابن مجدي

أضف شرح او معلومة