عدد الابيات : 18
أُعْطِيتُ مِنَ الدُّنْيَا مَا لَمْ أَبْتَغِيهِ
مِنْ جَوْرِ الأَحِبَّةِ وَنُكْرَانِ السَّفِيهِ
وَأَنَا مَنْ كُنْتُ خَيْرَ الأَخِلَّاءِ وُدًّا
مَثَلُ الوَفِيِّ الصَّادِقِ البَرِّ النَّزِيهِ
لَا أُفْشِيَ سِرًّا أُعْطِيتُهُ فِي خِفْيَةٍ
كَالجُبِّ السَّحِيقِ مَا فِيهِ يُخْفِيهِ
وَلَا غَدْرًا فِي النَّوَائِبِ أَرْتَضِي
وَدِيدَنِي كُلُّ شَرٍّ أَتَّقِيهِ
وَلَا أَبْتَغِي أَخِلَّاءً ذَوِي نَقِيصَةٍ
وَذُو الوَفَا بِالنَّفَائِسِ أَشْتَرِيهِ
وَيَطِيبُ لِي مَنْ يَصُونُ لِسَانَهُ
وَذُو الخَنَا مَجْلِسُهُ لَا خَيْرَ فِيهِ
وَشِيمَتِي رَدُّ الجَمَائِلِ بِمِثْلِهَا
وَالمَعْرُوفُ بِالمَعْرُوفِ أُجْزِيهِ
وَلَا أَبْطِشُ بِخَلْقِ اللَّهِ بَاغِيًا
فَإِنَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ رَبٌّ يَحْمِيهِ
وَمَا سَعَيْتُ لِنَمِيمَةٍ فِي الوَرَى
فَالنَّمَّامُ يَعْدُو إِلَى النَّارِ بِرِجْلَيْهِ
وَلَا أُسْرِفُ فِي العَطَاءِ وَلَا أَبْخَلُ
وَأُعْطِي كُلَّ مَحْرُومٍ مَا يَشْتَهِيهِ
فَالبَخِيلُ يَمْحَقُ أَرْزَاقَ أَهْلِهِ
وَالمُسْرِفُ عَوْنٌ لِلشَّيْطَانِ أَخِيهِ
وَلَا أَعِيبُ فِي خَلْقِ اللَّهِ شَامِتًا
فَزَارِعُ الشَّوْكِ حُقَّ أَنْ يَجْنِيهِ
فَإِنَّ المُبْتَلَى بِعَيْبٍ يُؤْجَرُ
فَصَبْرُهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ، وَاللَّهُ يُبْرِيهِ
وَمَا تَعَجَّلْتُ الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا
فَالصَّابِرُ فِي العُسْرِ رِزْقُهُ يَأْتِيهِ
وَمَا سَخِطْتُ مِنَ السَّوَائِمِ يَوْمًا
فَاللَّهُ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا يَبْتَلِيهِ
وَاجْتَنَبْتُ الشَّمَاتَةَ مَا اسْتَطَعْتُ
فَالشَّامِتُ بِالبَلَايَا طَبْعُ السَّفِيهِ
وَأَسْعَى فِي سَبِيلِ الصَّلَاحِ فَإِنَّهُ
لَعَمْرِي دَرْبٌ لَا يَضِلُّ مَنْ يَعْتَلِيهِ
فَمَنْ تَجَنَّبَ دَرْبَ الخَطَايَا رَابِحٌ
وَدَرْبُ الصَّلَاحِ طُوبَى لِمَنْ عَلَيْه
9
قصيدة