الديوان » الشاعر الكاتب خوني مبروك » هجاء لكاسر القلب

أيا مَن رماكَ الدهرُ في ظُلمةِ العَمَى

فهل يُزهِقُ الإشراقُ إلَّا دُجَانَا؟

أما والذي سوَّى البرايا بقدرةٍ

لقد أنزلَ الوحيَ المُبينَ لدَانَا

أتبخسُ قومًا فيهمُ النورُ ساطعٌ؟

وفيهمْ جرى المجدُ العتيقُ عِيَانَا؟

لعمري لقد سامَتْكَ نفسٌ دنيَّةٌ

تهاوتْ كرمْلٍ أذرتِ الريحُ بَنَانَا

تُكنى سُلطانًا وما أنتَ لها...

ولا فيك معنى العزِّ أو سُلطَانَا

فأيُّ عبدٍ يفرُّ إذا دُعِيَ

إلى السُّجودِ، ما أنتَ بالعبدِ والسلطانَا!

فما أنتَ إلَّا نغلُ قومٍ مجهَّلٍ

يُسامِرُ في ليلِ المجازرِ سِلكانَا

لقد كنتَ نبحًا في الديارِ فلا ترى

سوى الذُّلِّ في أرضِ الهوانِ مُدانَا

رأيتُ بني القومِ اتَّقوا اللهَ خاشعينَ

وأنتَ إذا نوديَ الأذانُ توارَى

تمرُّ على البيتِ الحرامِ كأنّهُ

خرابٌ، فلا تُلْقِي إليهِ عنانَا

فما ذُهيبةُ إلا دِمَنٌ بعدَ بهجَةٍ

توارى سناها واندثرنَ جِنانَا

بنيتُ لها صَرحًا من الشِّعرِ سامقًا

فمالَتْ بهِ ريحُ الخداعِ فَدَانَا

هجرتُ هواها غيرَ ندمانَ مُدبرًا

فلا خيرَ في ودٍّ غدَا خُذلانَا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاعر الكاتب خوني مبروك

الشاعر الكاتب خوني مبروك

5

قصيدة

كاتب من الجزائر

المزيد عن الشاعر الكاتب خوني مبروك

أضف شرح او معلومة