سَأَرْضَى بِعَيْنَيْكِ، يَا مَايَاسَأَرْضَى بِعَيْنَيْكِ،كَمَا يَرْضَى الْبَحْرُ بِأَمْوَاجِهِ،وَكَمَا تَرْضَى الزَّهْرَةُ بِنَدَى الْفَجْرِ.
كُلَّمَا مَرَّ طَيْفُكِ،اهْتَزَّ فِي قَلْبِي جَرَسٌ،وَارْتَعَشَتْ فِي شَرَايِينِي أَغَانِيَ الْهَوَى.
قَبْلَكِ كَانَ الزَّمَنُ مَجْهُولًا،وَبَعْدَكِ أَصْبَحَ الْوَقْتُ يُقَاسُ بِنَظْرَةٍ.
مَا الَّذِي تُخْبِئِينَ فِي كَفَّيْكِ؟نُورًا؟ أَمْ وَعْدًا؟ أَمْ مَفَاتِيحَ السَّمَاءِ؟كَيْفَ صَارَتْ خُطَاكِ تُغَيِّرُ مَلَامِحَ الْأَرْضِ؟وَكَيْفَ صِرْتِ أَنْتِ كُلَّ الْحَدِيثِ؟
يَا مَايَا،لَسْتُ أَكْتُبُكِ، أَنَا أَتَنَفَّسُكِ.تُسَافِرُ نَظَرَاتُكِ فِي دَمِي،وَتُزْهِرُ أَنْفَاسُكِ عَلَى شَفَتَيَّ قُبْلَةً.
عَيْنَاكِمِينَاءٌ تَحُطُّ عَلَيْهِ نَوَارِسُ حَنِينِي،وَرِيَاحُكِتُبَدِّدُ خَوْفَ السُّفُنِ الضَّائِعَةِ.
كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّكِ،حَتَّى السَّمَاءُ تَبْتَسِمُ،وَالشِّعْرُ يَفْقِدُ وَزْنَهُ فِي حُضُورِكِ.
سَأَمْضِي إِلَى أَرْضِكِ،أَحْمِلُ فِي يَدِي زَهْرَةَ أَحْلَامِي،وَفِي جُيُوبِي نُجُومًا سَاهِرَةً.
مَا أَجْمَلَكِحِينَ تُصْبِحِينَ قَصِيدَةً،تُغَنِّي الْوُجُودَ،وَتَكْتُبِينَ التَّارِيخَ بِنَبْضٍ نِسَائِيٍّ.
فَهَلْ تَرْضَيْنَ، يَا مَايَا،أَنْ تَكُونِي الْوَطَنَ؟أَنْ تَحْمِلِينِي فِي خَيَالِكِ؟أَنْ تَكُونِي حَدِيقَةً أَسْكُنُهَا،كُلَّمَا تَعِبَ الْعَالَمُ؟
89
قصيدة