فِي حَافَةِ الِانْتِظَارِ يَشْتَعِلُ الأَمَلُكَسِيجَارَةٍ أَخِيرَةٍ بَيْنَ شَفَتَي مُتَسَوِّلٍ عَلِيلٍيَتَمَايَلُ الدُّخَانُ كَظِلٍّ تَائِهٍفِي شَارِعٍ يَتَنَفَّسُ الْعَدَمَ
أَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِلَكِنَّهَا سَقْفٌ مِنْ رَمَادٍ يَتَسَاقَطُأَقِفُ كَشَجَرَةٍ تَفَجُّرُ جُذُورِهَا فِي الْمَدىأَرْقُصُ عَلَى حَافَةِ الْوَهْمِلَكِنَّ رَقْصَتِي تَتَعَثَّرُ كَنَاقُوسٍ بِلَا صَوْتٍ
الْمُتَسَوِّلُ يَبْتَسِمُ لِلْعَابِرِينَلَكِنَّ عَيْنَيْهِ تَرْوِيَانِ حِكَايَةً مَكْسُورَةًمِثْلَ مِرْآةٍ تَعْكِسُ الْفَرَاغَالسِّيجَارَةُ تَحْتَرِقُ بَيْنَ شَفَتَيْهِلَكِنَّ النَّارَ لَا تُدْفِئُهُتَتَنَفَّسُ الْبَرْدَ وَتَمُوتُ فِي يَدَيْهِ
أَسْأَلُ الْحَافَةَ: أَيْنَ الطَّرِيقُ؟فَتَصْمُتُ كَجَوَابٍ يَتَرَاقَصُ فِي لُجَّةِ الْعَتْمَةِوَالْأَمَلُ يَتَلَاشَى كَدُخَانٍ يَرْقُصُ فِي الْهَوَاءِمِثْلَ وَعْدٍ كَاذِبٍ يَحْتَرِقُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ
أَعِيشُ عَلَى الْحَافَةِ كَظِلٍّ يَبْحَثُ عَنْ جَسَدِهِلَكِنَّ الْمُتَسَوِّلَ يَظَلُّ عَلِيلًايَتَنَفَّسُ السِّيجَارَةَ وَيَحْتَضِنُ الْعَدَمَ
لَكِنْ فِي ظِلَالِ الْحَافَةِ حَيْثُ تَتَرَاقَصُ الْأَنْفَاسُقَدْ تَبْزُغُ شَرَارَةٌ مِنْ رَمَادِ الْأَمَلِ الْمَحْتَرِقِقَدْ يَكُونَ الِانْتِظَارُ سِجْنًا يَحْمِلُ بَابًا مَفْتُوحًاأَوْ تَظَلَّ السِّيجَارَةُ أَخِيرَةً تَمُوتُ بِلَا دُخَانٍوَأَنَا أَبْقَى عَلَى الْحَافَةِ أَرْقُصُ فِي صَمْتِ الْعَلِيلِ
89
قصيدة