لماذا تأخرتي عليَّ ولماذا أتيتي الآن إليّ؟ لماذا أتيتي الآن إلي؟ أ لتحذفي الراء من الحاء والباء ؟ أم لأنكِ خسرت معاركك في الحرب عليَّ.. مولاتي / أنا الذي متُ حيًّا من بعدكِ؛ وأنتِ عشتي ميتة في بعدي. ست وأربعون عامًا أنقضت من عمري/ فهل ستعيدين العافية لكتاباتي: كُلّما أنصبُ لكِ الفخاخ أجدني اصطادني! وما من يوم عبدتي لي الدروب إلا وتعثرت بكِ، فيال هذا الشقاء. يا دجلة العراق ذات مرّةٍ حينَ جئتي عندي/ لا لزيارتي بل لتسالي عن بعضكِ الذي نسيته عندي/يومها لذتُ بصمتي كأخرسٍ يجرب حظه بالكلام أو كطفلٍ بدأ للتو النطق/ففاتني ان اسألكِ عن كُلِّي الذي عندك!. حقٌّا خسئ الشِّعرُ إن لم يكن مصداحًا لك وبقربك / فكيفَ لي ان اعتقكِ مني وأنتِ المأسورة بي؟. فلا تسألي يا أيّها الأديب البغدادي: ما الذي أبقاك حتّى الآن لي؟!/ إنّهُ سؤالُ صعب والإجابة عليه أصعب / ربّما لأنّي الراكضُ بدربكِ ولا أصلكِ! / أم لأنَِّكِ القلب الذي خانه نبضي؟! ما أعرفه أنّكِ أحببتيني ككره الشجرة للفأس وشتان ما بينَ المعنيين / فعلام أنا المطلوب إليكِ إلى الآن؟.