فَقَدَ الْعَقْلُ حِجَاهُ، وَالْقَلْبُ ضَاعَ سِرُّهُ،وَالحُرُوفُ صِرَاعٌ بَيْنَ طُهْرٍ وَسَفَاهِ!
إِذَا نَطَقَ الثَّغْرُ، اعْتَمَتْ بَصِيرَتُهُ،يُقَاتِلُ فِي الْهَوَى بَيْنَ الْيَقِينِ وَشَكِّهِ.
وَعِشْقُهَا فَوْضَى الْأَحْسَاسِ، لَحْنٌ فِي لَحْدٍ،يُخَبِّئُهَا حَمَامَةً فِي ذَاكِرَةِ النِّسْيَانِ،تُغَرِّدُ بِالْهَذَيَانِ، فَيَفْتُكُ بِهِ الظَّنُّ،وَغَابَةٌ صَيَّرَتْ نَبْضَ الْفُؤَادِ فَرَحًا وَيَأْسًا.
فِيهَا بَرَاعَةُ الْحِقْدِ، وَلِينُ الشَّرِّ،لَا تَتَجَاوَزُ فِي الزَّمَنِ جَارِيَةَ الرَّشِيدِ،وَلَا هِيلِينَا إِذْ زَهَتْ وَأَحْرَقَتْ طَرْوَادَتَهَا.
عَالَمٌ يَنْقُضُ فِعْلَهُ قَوْلُهُ،وَشَيْخُ الْحِكْمَةِ يَبْكِي بَلَاءَهُ لِأَتْبَاعِهِ.
أَسَدُ الْعِرِينِ، وَهَاجِسُهُ فِيهَا يُبَعْثِرُهُ،حَتَّى إِذَا مَزَّقَتْهُ الْحُدُودُ بَيْنَ التُّقَى وَالْبَلَاءِ.
كَيْفَ يَهْوَاهَا رَاهِبٌ قَدْ طَارَ قَلْبُهُ إِلَى الْغَيِّ؟!وَعَيْنَاهُ، فِي تَقْوَاهُمَا، تَرْنُو إِلَى نُورِهَا؟
فَالْحُبُّ حَرْبٌ فِي صَمِيمِ الْحِكْمَةِ،وَالْقَلْبُ رَقْصٌ بَيْنَ وَهْمٍ وَحَقِيقَةٍ.
فَإِنْ كُنْتَ تَحْمِلُ فِي ضُلُوعِكَ سِجْنًا،فَأَنْتَ الشَّخِيصُ وَأَنْتَ السَّجَّانُ!
89
قصيدة