يجري بنا العمر مثلَ النهرِ في زَمَنِ

نرتادُ فيهِ ضياءَ الفجرِ والوسَنِ

كنا نُخبئُ أحلامَ الصغارِ على

أوراقِ وردٍ، ونلهو دونَ ما شَجَنِ

ما كانَ يخطرُ في بالِ الفتى ألمٌ

ولا تعرَّفْنَ دربَ اليأسِ والمِحَنِ

كنا نجالسُ ضوءَ الشمسِ في فرحٍ

ونرسمُ الضحكةَ البيضاءَ في العَدنِ

ونلثِمُ ضِحكةَ أمٍّ باتْ مُبَسَّمها

كأنها النورُ من أهدابِ مُؤتَمَنِ

والأبُ، ظِلُّ حنانٍ حينَ نذكرُهُ

تغفو المخاوفُ في أعماقنا وَطنِ

والحقلُ ملعبُنا، والأفقُ أُمنيةُ

نصبو إليهِ بعينِ الطّهرِ والفِطَنِ

ياليتَ ما مرّ من عمرٍ يُعادُ لنا

فنرتدي ضحكةَ الأيامِ والفَنَنِ

ونكتُبُ الحلمَ فوقَ الرملِ أغنيةً

ونُطلقُ الطيرَ من أبوابِنا علنِ

فالدربُ إن ضاقَ، تبقى في الطفولةِ لَنَا

ذكرى تُخفِّفُ ما نلقاهُ من حَزَنِ

والمدرسةْ.. ظلُّ أحلامٍ نُردّدُها

دفءُ البداياتِ في دفْترِ الزمنِ

فيها نشأنا على علمٍ ومعرفةٍ

وسِرنا نخطُّ خطى الوعيِ واليُمنِ