هناء به شمل المعاني تنظما

وثغر المعالي بالسرور تبسما

وروض المنى بالبشر اضحى مدبجا

وابدى لنا خدا وصدغا ومعصما

وخد الشقيق الغض اينع عندما

كساه الندى بالدر حسنا ورق ما

وحاكت يد الانوار من مزنة الحيا

لروض الهنا ثوبا بديعا مسهما

وجلق من ابهى حلاك كسوتها

طرازاً بديع الحسن بالوشي معلما

ومربعها اخضرت حواشي بروده

وحوم فيها النبت والمجد خيما

واشهرها اضحت ربيعا لاننا

بطيب لياليها نسينا المحرما

وقالت لنا الايام طبتم ليهنكم

لقد صار هذا اليوم عبدا وموسما

امولاي يا قاضي القضاة ومن به

ربيع الندى يحيى وبالفضل قد سما

يقولون ان الغيث يحكيك في الندى

وما الغيث الا من نداك تعلما

لك المنة العظمى بمقدمك الذي

شفيت به منا قلوبا واعظما

وبلغتنا الآمال فيك فلم تقل

لعل عسى يوما وليت وربما

وجئت يحيى الغيث والعود قد ذوى

فما كان احلى ما اتيت على ظما

وحزت من المجد الرفيع مكانة

بها في العلا جاوزت شهيا وانجما

وشيدت بيتا قد تسامت طباقه

لآل بني فرفور لن يتهدما

وسدت على الأقران مذ سرت للعلا

مجدا فكنت السابق المتقدما

يمينا بيمناك التي في التقى غدت

ابر يمين بالوفاء واكرما

لأنت الذي بالفضل والعلم والحجا

وآياته تسمو على من تقدما

الا يا بني الآمال حثوا ركابكم

اليه تروا في الحال مغنى ومغنما

فهذا الذي يفني النضار مواهبا

ومبتدئا يولي النوال تكرما

جواد طويل الباع لله دره

فكم مد كفا للعصاة معصما

بلاغته أزرت بسحبان وائل

وقس ايادر بالفصاحة افحما

ومنطقه من نحوه الدر يجتلي

ومنه المعاني عقدها قد تنظما

وكل فصيح عند معرب لفظه

تراه اذا ما اعرب النطق اعجما

وجمع السجايا الغر فيه تقسمت

فلله ما ابهاه جمعا ومقسما

هو البدر عند التم والغصن في النقا

على انه ابهى وابهج منهما

فيا كعبة الجدوى ويا حرم الرجا

حنانيك اني جئت نحوك محرما

فدونك مني اليوم مدحا جعلته

اليك طريقا في الوصول وسلما

فدم في ذرى الاقبال والسعد مقبل

اليك لقد وافى سعيدا مكرما

فلا زلت بحرا للوفا متداركا

بسيط الايادي وافر الجود منعما

ودمت بنا برا رؤفا ومحسنا

جميل السجايا والعطايا معظما

حميدا سديد الرأي ما هبت الصبا

وغرد قمري الحمى وترنما

وما هام وجدا بالعراق اخو نوى

ويمم مشتاقا حجازاً وزمزما