الديوان » العصر المملوكي » ابن مليك الحموي » كفاني حزنا أن أضر بي الهجر

عدد الابيات : 49

طباعة

كفاني حزنا أن أضرّ بي الهجرُ

ولم يحل لي عيش ولم يبق لي صبر

وما كنت ادري قبل بينهم وقد

جنيت نار الوصل ان النوى مر

وكنت أظن الدهر قد كان غافلا

فليت بنا لا كان قد فطن الدهر

فما كان قبل اليوم أحلى لياليا

لنا بلذيذ العيش مرت وما مروا

الا انما الايام غدر بأهلها

وان سالمت يوما فمن شأنها الغدر

وليس على حال تدوم وما قضى

بها موطرا زيد لعمري ولا عمرو

فلا تطلبن منها وفاء فانها

كثيرة مطل والوفاء بها نزر

الا يا بني الآمال قد اظلم الدجى

ومن فلك العلياء قد خسف البدر

وناح عليها المرعد والسحب عددت

وعبس وجه الغيم حين بكى القطر

وشق عليه الليل للذيل جيبه

وغيظا عليه انشق وانفلق الفجر

وأصبح حزفا يلطم النهر خده

فليس لعين لم ترق دمعها عذر

ولا مقلة الا وفرحها البكا

تجارت وقد اضحت تسابقها الحمر

الا في سبيل الله ما صنع النوى

باكبادنا الحرا وما فعل الهجر

فقد غاب ليث الغاب واغتاله الردى

وافرده من بين اشباله الدهر

امسى غريبا للصعيد مجاورا

وما برحت تبكي على فقده مصر

ولا عجب ان غاب في الترب شخصه

فقد يتوارى في معادنه التبر

لقد كان فردا قطب دائرة العلا

رفيع الذرى لله في مجده سر

وكان بنا برا وللجود منهلا

وما ذاك الا انه البر والبحر

وقد كان من بيت تسامت طباقه

لنا في الورى يحلو به النظم والنثر

امام لانواع المحامد جامع

وفي حرم العليا وصبح الندى وتر

وفي الجود يروى عن سماحته عطا

وفي البذل يروي عن طلاقته بشر

وكم حاز راجيه علوا وسؤددا

وقدرا سما مجدا او يكفيك ذا القدر

مناقبه لم يحص في العقل عدها

ولس لها حد وليس لها حصر

واقسم بالشمس المنبرة ما له

نظير ولا يأتي بمثل له العصر

وما كان للدنيا مريدا ولو بها

اراد جزيل المال كان له وفر

وان يك قد ولى وايامه انطوت

فعرف نداه بالثناء له نشر

وما كنت ادري قبل ان صار في الثرى

رهينا بان الترب يسكنه الدر

ولا قلت ان الارض حين ثوى بها

تغيب بها الشمس المنيرة والبدر

ولا قلت ان البحر يحمل سائرا

لى ظهر لوح او يحيط به قبر

فو اسفا قد غاب بدر سمائها

وولى ومنه الارض مظلمة قفر

فمن للفتاوي والمسائل بعده

ومن يوضح المعنى اذا اشكل الامر

ومن يمنح الراجين من فيض جوده

اذا ما زمان الجود اجدبه الفقر

كأن لم يكن للطالبين مسلكا

ولم يسد مما حاكه لهم الفكر

ولا كان حبرا في العلوم مصدرا

يسر بمرآه وينشرح الصدر

ولا كان ذو عسر اله اذا أتى

فيثرى ومن يمناه يعتاده اليسر

ولا كان قد جادت اياديه بالوفا

ولا كان منها ابحر قد جرت عشر

الا يا بنيه ما قضى الله قد مضى

وما مات من بالمكرمات له ذكر

وان يكن العمري قد غاب عنكم

فما غاب عنكم جود نائله الغمر

وان كانت العلياء غاب شهابها

فانتم بحمد الله انجمها الزهر

فعظم فيه الله ربي اجوركم

والهمكم صبرا به يعظم الاجر

ولا ذقتم رزا مدى الدهر بعدها

ولا نالكم سوء ولا نالكم مكر

يعز علينا ان نعزيكم به

وما هي إلا سنة ضمنها الصبر

سقى الله تربا ضمه وابل الحيا

وجاد علينا من سحائبه القطر

وعوضه عن هذه الدار جنة

يقوم له عن كل در بها قصر

ولا زال في درا النعيم مجاورا

شفيع البرايا ذخر من لا له ذخر

نبيق سما فخرا ولولاه لم تكن

سماء ولا أرض وهذا هو الفخر

وكم آية في المهد قد ظهرت له

بها تشهد الآيات والبيت والحجر

عليك صلاة الله ثم سلامه

صلاة بها ننجو إذا ضمنا الحشر

وآل وصحب كلما لاح بارقٌ

وما أشرقت شمس وما طلع الفجر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مليك الحموي

avatar

ابن مليك الحموي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-malik-al-hamwi@

273

قصيدة

2

الاقتباسات

49

متابعين

علي بن محمد بن علي ابن مليك الحموي شاعر ولد بحماة و انتقل الى دمشق تفقه و اشتغل بالادب و برع في الشعر و توفي بدمشق له ( النفاحات الادبية ...

المزيد عن ابن مليك الحموي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة