الديوان » العصر الايوبي » الحيص بيص » ظل الأسنة لا جيران بغداد

عدد الابيات : 25

طباعة

ظلُّ الأسنَّةِ لا جيرانُ بغدادِ

وسابغُ الزغْف لا موشيُّ أبرادِ

أدنى إلى المجد من عيشٍ يقارنُه

تَهضَّمٌ من أباةٍ الحمدِ أوغادِ

فارغب بنفسك أنْ يقتادها رغدٌ

ودونه جائرٌ في حكمه عادي

رحلتُ عنكم فلا جيدٌ بملْتفتٍ

إلى الديار ولا شوقٌ بمُعْتادِ

وكم وراء رحيلي من مُحبَّرةٍ

روعَاءَ بارقةٍ بالشرِّ مِرْعادِ

يا غامزينَ قناةً غيرَ خائرةٍ

وراسِنينَ شديداً غيرَ منْقادِ

كُفُّوا عن الأوراق العاديِّ إنكم

لا تستطيعون نقل الأوْرق العادي

ولا تَسنُوا لأقوالي سِبابكمُ

فما العضيهةُ من شأني ولا عادي

طويتُ منكم حيازمي على ضمدٍ

وأكثر الضيَّمُ تغويري وأنْجادي

حيث انتهيتم فما قدري بمضطهدٍ

عند المُلوك ولا قومي بآحادِ

وإنْ أكن مادحاً من غير قارضةٍ

فربما كنتُ يوماً حيَّةَ الوادي

عزِّي نواصي جوادي حين أركبها

والمجدُ مستودعٌ في قلب أغمادي

وبالفَلاةِ لنا يومٌ تَراجُمُه

بالهام ينجزُ مأمولي وميعادي

تُطيلُ فيه عِذامَ اللُّجْم سُبَّقٌه

ويُكثرُ السيفُ من تقبيل أجْياد

صحا به كل سكرانٍ لهيبتهِ

حتى الرُدينيُّ فيه غيرُ مَيَّادِ

واستضحكت فيه بيض الهند من نهل

واستعبر الهامُ من سَح وامدادِ

كأنما دمُ أوداج الرجالِ به

سيلٌ تدافعَ أو جودُ ابنِ حمَّاد

مُروي شفار المواضي وهي ظامئة

ومطعمُ الضيفِ في جدب وإرغاد

الطاعنُ الطَّعنة النَّجلاء تتبعها ال

رَّعْلاء في لبَّة الغطريف والهادي

لا تستخفُّ تأنِّيهِ حفيظتُه

ولا يَشوبُ عطاياهُ بميعادِ

يسطو ويحلم في سلْمٍ ومُعتركٍ

فالفتك للحرب والإعراضُ للنادي

تُغلُّ بالعرف أعناقُ الرجال له

ولا تبيتُ أساراهُ باصْفادِ

يحمي ويقْري لدى خوف ومسبغةِ

فالضيف والجار في أمنٍ وفي زا دِ

فما يُعِدُّ حُساماً أو يَعِد لُهىً

إلا لإِدراكِ إِعطاءٍ وأنْجادِ

ثبت العهود لو أنَّ الغدر عن عُرض

وردٌ لباتَ يقاسي غُلَّةَ الصَّادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الحيص بيص

avatar

الحيص بيص حساب موثق

العصر الايوبي

poet-alhees-bess@

666

قصيدة

3

الاقتباسات

86

متابعين

أبو الفوارس، سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي، الملقب شهاب الدين، أديب وشاعر وفقيه مشهور من أهل بغداد، كان من أعلم الناس بأخبار العرب ولغاتهم وأشعارهم، لقب بحيص ...

المزيد عن الحيص بيص

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة