الديوان » العصر الايوبي » الملك الأمجد » على البان قمرية تسجع

عدد الابيات : 43

طباعة

على البانِ قمريَّةٌ تسجعُ

وثوبُ الدجى مُسْبَلٌ أَسْفَعُ

تغنَّتْ فسحَّتْ وقد جدَّدَتْ

غرامي على الطللِ الأدمُعُ

ذكرتُ به جيرةً قوَّضوا

عنِ الخَيْفِ ليلاً وما وَدَّعوا

فأمطرتُ مربَعهمْ أدمعي

فكادَ يَرِقُّ ليَ المربَعُ

وعينٌ تفارقُ أحبابَها

وأُلاّفَها فكيف لا تَدمَعُ

شكوتُ إلى الدارِ مِن بعدِهمْ

أذى البينِ ن لو انّها تَسمَعُ

فلم تُغنِ شكوى إلى دمنةٍ

يُهيَّجُني رسمُها البلقعُ

وكيف أُرى جَذِلاً بعدَما

خَلَتْ مِن جآذرِها الأربُعُ

لقد عَفَتِ الريحُ آثارَها

فريحُ غرامي بها زَعْزَعُ

وما الوجدُ إلا حشاً خافقٌ

وقلبٌ لفرقتِهمْ مُوْجَعُ

ونارُ فراقٍ على حرَّها

لبينهمُ تنطوي الأضلُعُ

وطرفٌ إذا ما رأى بارِقاً

فليس يَغيضُ ولا يَهْجَعُ

لقد شاقَني البرقُ لمّا بدا

خِلالَ الدجى ومضُهُ يلمعُ

فأذْكَرَني ثغرَ سُعدى وقد

تزحزح عن برقه البرقع

وجرعني كأس دمعي وقد

تعرَّضَ مِن دونها الأجرَعُ

فكم ليلةٍ بتُّ لمّا نأتْ

عن الجِزعِ مِن بينِها أجزَعُ

ولولا هواها لما أرقلتْ

اليها بيَ الينُقُ الضُّلَّعُ

تَدافعُ في الخَرْقِ مزمومةً

فتذرَعُ شقَّتَه الأذرُعُ

لواغبَ تهوي إلى حيّها

وقد فاتَها الرَّعْيُ والمَكْرَعُ

جوانحَ نشأى القَطا كلَّما

تقاضيتُها أو بدا لَعْلَعُ

ولولا هوايَ لقد عاقَها

وجاها عن الوخدِ واليَرْمَعُ

ولا كانَ فيها نجيبٌ يَخُبُّ

برحلي كَلالاً ولا يوُضِعُ

ولا العشبُ يُطمِعُها نّوْرُهُ

فتخدي اليه ولا المشرعُ

ينازِعُني الشوقُ نحوَ الحِمى

وأحفِزُها ن فهي بي تَنْزِعُ

واِن ردَّدَ الركبُ ذكرَ الهوى

سَرَتْ والطريقُ بها مَهْيَعُ

فتأتي طِلاحاً رُبى حاجرٍ

وهنَّ بنا لُغَّبٌ خُضَّعُ

أجوبُ الظلامَ وأهوالَه

وعزمي إذا جبتُهُ الأدرَعُ

أرومُ سعادَ وقلبي بها

واِنْ قَرُبَتْ أو نأتْ مولَعُ

لقد غدرتْ بي وما خُنْتُها

فيا بئسَ ما أصبحتْ تصنعُ

ولم يبرحِ الغدرُ للغادر

ينَ دأباً إذا حُفِظوا ضَيَّعوا

فهل لي شفيعٌ إلى قُربها

وهل لوصالٍ مضى مَرْجِعُ

أبعدَ المشيبِ أرومُ الشفيع

وهيهاتَ بانَ الذي يَشْفَعُ

ولم يبقَ إلا بياضٌ يسوءُ

عيونَ الغواني ولا ينفعُ

شبابُ الفتى دونَ هجرانِه

اِذا رُمْنَ هجرانَه يَمنعُ

ألا قرَّبَ اللهُ احبابنَا

واِن هجروني واِن أزْمَعوا

ففي قُربِ حبَّهمُ راحةٌ

واِنْ لم يكنْ فيهمُ مطمَعُ

قَنَعْتُ بقربِهمُ طائعاً

وفي قُربِ دارهمُ مَقْنَعُ

فما العيشُ إلا دنوُّ الدَّيارِ

اِذا كانَ شملي بهمْ يُجْمَعُ

ولا سيَّما أن تناءَى الرقيبُ

وأدَّتْ تحيتيَ الاِصْبَعُ

وأومتْ سريعاً كما أومضَتْ

يوارقُ في دِمةٍ لُمَّعُ

اِذا ما خَلَونا شكونا الهوى

وفاضَتْ مدامِعُنا الهُمَّعُ

وحَدَّثتُها عن زمانِ الوصالِ

حديثاً يَلَذُّ بهِ المَسْمَعُ

وزادَ الحنينُ إلى عصرهِ

الى أن أقضَّ بيَ المضجَعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


على البانِ قمريَّةٌ تسجعُ

على الغصن حمامة هدلت/ناحت بصوت له نغمة كالكاتب عندما يأتي بكلام منثور مقفّى

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


وثوبُ الدجى مُسْبَلٌ أَسْفَعُ

في ظلام الليل الذي كأنه ثوب مرخي لونه اسود يميل إلى الحمرة (أسفع: أسود مُحمَر)

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


تغنَّتْ فسحَّتْ وقد جدَّدَتْ

انشدت تلك الحمامة قافيتها، فذكرتني وتجدّد مع غنائها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


غرامي على الطللِ الأدمُعُ

دمعي الذي ذكرني بآثار الديار وحبي لها وتعلقي بالذكريات فيها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


ذكرتُ به جيرةً قوَّضوا

تذكرت بالدمع أيضا جيراني الذين رحلوا وتفرقوا

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


عنِ الخَيْفِ ليلاً وما وَدَّعوا

عن الديار ليلاً دون ان يحيّيوا كأنهم على عجل او كأنهم يهربون متخفين في جنح الليل والخيف هو سفح الجبل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


فأمطرتُ مربَعهمْ أدمعي

فاستمر نزول دمعي حتى كأنه صار مطرا يهطل على مراعيهم التي كانوا فيها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


فكادَ يَرِقُّ ليَ المربَعُ

حتى قارب ذاك المرعى أن يشفق عليّ وعلى حالي

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


المربَعُ

والمربع: هو المرعى الذي يقام فيه زمن الربيع لإطعام الماشية

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


وعينٌ تفارقُ أحبابَها

فكيف للعين بعد ان تفارق احبابها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


وأُلاّفَها فكيف لا تَدمَعُ

ومن ألفتهم عمرا ألّا تدمع؟

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


شكوتُ إلى الدارِ مِن بعدِهمْ

شكوت الى الديار من بعد رحيلهم عنها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


أذى البينِ ن لو انّها تَسمَعُ

اذى الفراق والمه الذي أحس به فيا ليتها كانت تسمع

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


فلم تُغنِ شكوى إلى دمنةٍ

فلم تنفع شكواي تلك الى الديار الخالية التي

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


يُهيَّجُني رسمُها البلقعُ

تثير فيّ ملامحها شبه الممسوحة الذكريات

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبدالله الطلافحه


زَعْزَعُ

الريح شديدة الهبوب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو رؤيان


خَلَتْ مِن جآذرِها

تركت موطنها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


لقد عَفَتِ الريحُ آثارَها

لقد عصفت الريح بآثار الديار

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


فليس يَغيضُ ولا يَهْجَعُ

لا ينته بكاؤها ولا ينقطع

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


الينُقُ الضُّلَّعُ

الرواحل القوية

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


تَدافعُ في الخَرْقِ مزمومةً

تتسابق بي في الصحاري الواسعة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


فتذرَعُ شقَّتَه الأذرُعُ

تقطع السفر الطويل بسير شديد

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


الرَّعْيُ والمَكْرَعُ

الطعام و الشراب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو يوسف مفتاح


معلومات عن الملك الأمجد

avatar

الملك الأمجد حساب موثق

العصر الايوبي

poet-almlk-alamjad@

141

قصيدة

2

الاقتباسات

72

متابعين

هرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب. شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627ه‍ فسكن دمشق ...

المزيد عن الملك الأمجد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة