الديوان » العصر الايوبي » الملك الأمجد » عفا منزل قد كان للغيد مألفا

عدد الابيات : 30

طباعة

عَفا منزلٌ قد كانَ للغيدِ مألَفا

فسقَّيتهُ دمعي أسًى وتلهُّفا

اِذا ما الغمامُ الجَونُ ضَنَّ بماءهِ

تدفَّقَ لا يختارُ أن يتكفكفا

منازلُ اُنسٍ قد كستْها مدامعي

غداةَ ذوتْ روضاتُها الفِيحُ زُخْرُفا

فيا صاحبيَّ اليومَ عوجا بربعِهِ

فقد كانَ بُردُ اللَّهوِ فيهِ مُفَوَّفا

زمانَ شبابٍ ما أَظَلَّ سحابُهُ

وديَّمَ حتى انجابَ ثم تكشَّفا

بعيسٍ غدتْ في الخّرقِ وهي خوامسٌ

تخوضُ سراباً أو تجاوزُ نَفنَفا

تساقطُ في الموماةِ فضلَ لغامِها

كأنَّ على الموماةِ قطناً مُنَدَّفا

خِفافٌ تباري الريحَ في وَخَدانِها

اِذا ادَّرَعَتْ وهناً مِنَ اللَّيلِ مُسدِفا

تُغِذُّ بركبانِ الغرامِ على الوجا

طِلاحاً نهاها العزمُ أن تتوقَّفا

تُسابقُ أيديها الرياحَ كأنمَّا

تخطُّ بها في مُهْرَقِ القاعِ أَحْرُفا

فيا أيُّها الرامي بهنَّ مفاوزاً

تَنكَّرنَ حتى عُدْنَ نهجاً معرَّفا

أثِرْها إذا الاِصباحُ مدَّ رِواقَه

وسُقْها إذا الليلُ الدجوجيَّ أغدَقا

ولا تخشَ منهنَّ الكَلالَ فاِنمَّا

أخو الشوقِ مِن كَدَّ المطيَّ وأوجَفا

اِذا لاحَها حَرُّ الهجيرِ ولاحَه

أعادَ بها وجهَ الظهيرةِ أكلَفا

يعرَّضُها للهُلكِ في كلَّ مهمهٍ

اِذا خَشِي الخرَّيتُ فيها وارجَفا

ويرمي فجاجَ الأرضِ شرقاً ومغرباً

بهنَّ إذا ما النَكسُ فيها تَخَوَّفا

تُبَلَّغُهُ مِن آلِ مَييًّ منازلاً

سقتهنَّ أجفانُ السحائبِ ذُرفَّا

منازلَ كم غازلتُ فيها غزالةً

غراماً وكم حاورتُ أحورَ أهيفَا

أبيتُ إذا ما البرقُ لاحَ كأنَّني

أخو نشوةٍ قد عُلَّ صهباءَ قَرقَفا

وأُضحي إذا ما الريحُ هبَّ نسيمُها

لأخبارِها أو وعدِها متوكَّفا

سلامٌ على تلك الخلائقِ كلَّما

غَدَتْ هاتفاتُ الورقِ في البانِ هُتَّفا

تُبكّي على أعلى الغصونِ هديلَها

فَتُسْعِفُ محزوناً وتُشْغِلُ مُدنَفا

خلائقُ أضحتْ في القلوبِ مَحَبَّةٌ

أرقَّ مِنَ الماءِ الزلالِ وألطفا

حكاها نسيبي رقَّةً وجزالةً

فعادَ به سَمْعُ العليمِ مُشَنَّفا

تألفَّ فيه كلُّ فضلٍ مشتَّتٍ

ومَن حازَ أشتاتَ الفضائلِ ألَّفا

قصائدُ قد أصبحتُ فيها محكَّماً

على حَسْبِ ما أختارهُ متصرَّفا

متى ضلَّ أهلُ النظمِ عنها فاِنَّني

أجوبُ قوافيها الصَّعابَ تَعَسُّفا

أحوكُ بديعَ الشَّعرِ فيها بمقولٍ

يخجَّلُ غربُ السيفِ عُريانَ مُرْهَقا

قريضٌ هو السَّحرُ الحلالُ وغيرُهُ

أرى فيه برداً ظاهراً وتكلُّفا

اِذا أنشدوه في النَّديَّ حسبتَهُ

مِنَ القُرَّ ريحاً في الكوانين حَرجَفا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الملك الأمجد

avatar

الملك الأمجد حساب موثق

العصر الايوبي

poet-almlk-alamjad@

141

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

هرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب. شاعر من ملوك الدولة الأيوبية كان صاحب بعلبك تملكها بعد والده تسعاً وأربعين سنة وأخرجه منها الملك الأشرف سنة 627ه‍ فسكن دمشق ...

المزيد عن الملك الأمجد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة