الديوان » العصر المملوكي » ابن نباته المصري » لو لم تفه برثاء فيك أشعاري

عدد الابيات : 30

طباعة

لو لم تفه برثاءٍ فيك أشعارِي

رثاك بالدّرّ عني دمعيَ الجاري

يا ساكنَ الخلد أورثت الورى حرَقاً

فأنتَ في جنَّةٍ والقوم في نار

جاورتَ ربَّك في الجنَّاتِ مقترباً

لقد عوَّضت عن جارٍ وعن دار

أرقد هنيئاً فلا سهد بممتنعٍ

منَّا عليك ولا قلبٌ بصبَّار

ما أنسَ برك للقصَّاد متَّصلاً

أيامَ لا قاصدٌ يحظى بأنصار

ما أنسَ رفدَك للزوَّار محتفلاً

حيثُ الغريب على أيامه زاري

ما أنسَ شخصك في الحفل العليّ كما

أرْبت ذُكاءٌ على شهبٍ وأقمار

ما أنسَ يمناك تسدِي الفضل كاتمة

للفضلِ حتَّى كأنَّ الفضل كالعار

ما أنسَ أقلامك اللاتي بها ابتدرت

على الحقيقة تهوى طاعة الباري

لهفي عليك لملهوفٍ ومغترب

سلاَّه قربك عن قومٍ وعن دار

لهفي عليك لألفاظٍ موشعةٍ

يشدو بها الحيّ أو يحدو بها الساري

بكى لفقدك محرابٌ كأنَّ سنا

مصباحه في حشاه نارُ تذكار

ومصحف باتَ يشكو قلبه أسفاً

مقسَّماً بين أجزاءٍ وأعشار

ومدْرجٌ كانَ فيه الدّرّ منتظماً

على ترائب أسماعٍ وأبصار

وقصة كان فيها غوثُ مرتقبٍ

على يديك ويسر بعد إعسار

ومجمعٌ كنت فيه من ندًى وتقى

أحقُّ أن تتسمَّى بابن دينار

لا تبعدَنَّ فكم أبقيت منقبةً

كالغيث ولَّى وأبقى فضل آثار

إن ارْتحلت فبرٌّ جدّ مقترب

وإن ثويت فذكرٌ جدّ سيَّار

ما أغفل الناس عن هذا وأذهلهم

عن موردٍ ما له عهدٌ بإصدار

قبرٌ يُشاد وآجالٌ محكمةٌ

وا قلةَ الحول في حجرٍ وأحجار

وطالبٌ من غريم الموت يرصدنا

ونحنُ في همِّ إقلالٍ وإكثار

بين الفتى راتعٌ بالأمن إذ برزت

أهلةٌ بالمنايا ذات أظفار

كأنَّ كلّ هلال في مطالعه

قوسٌ يطالب أرواحاً بأوتار

أينَ الأولى أدركوا ما أدركوا وثوَوْا

رهائناً بين أجداثٍ وأطمار

أينَ العلاء الذي كانتْ مآثرهُ

بين الملائك تستملى بأسمار

أينَ الذي كنت آوي من عواطفه

إلى ظلالٍ من النعمى وأثمار

أصبحت أرتع من آثار نعمته

وأدمعي بين جنَّاتٍ وأنهار

يا ابن النبيّ عزاءً إن بدا كدرٌ

فإنها عادةٌ من هذه الدَّار

للماء والطِّين أصلُ المرء منتسبٌ

فكيف ننكر أن يرثى بأكدار

أقول هذا كأني عنه مصطبرٌ

والله يعلم ما في طيّ إضماري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن نباته المصري

avatar

ابن نباته المصري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-abn-nbath@

1727

قصيدة

6

الاقتباسات

101

متابعين

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ...

المزيد عن ابن نباته المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة