الديوان » العصر المملوكي » ابن نباته المصري » ربع لعزة صامت لا يفهم

عدد الابيات : 41

طباعة

ربع لعزَّة صامتٌ لا يفهم

وقلوبنا في رسمِهِ تتكلَّم

لو لم تعف حماه غرّ سحائبٍ

تهمى لعفَّته مدامع تسجم

وعلى البكى فلقد يروق كأنما

قطع الغمام عليه برد معلم

ما أنسَ كم ليل عليه قطعته

بالوصلِ تعذرني عليه اللّوم

حيث الجرَّة فيه شكل سبيكة

قد جرَّبت فالبدر منها درهم

وضجيعتي جود بحكمِ جفائها

ولقائها يشقي المحبّ وينعم

حوراء إلاَّ أنها قد أسكنت

قلبي الذي تبلّته وهو جهنم

لو لم تكن روضاً لما كانت إذا

هطلت غيوث مدامعي تتبسَّم

يا قلب هذا شعرها وجفونها

فاصْبر إذا زحفَ السواد الأعظم

ما الشمس أشرف بهجة منها ولا

صوب السحائب من عليّ أكرم

بحرٌ تعلمنا المديح صفاته

فعقوده منه عليه تنظّم

متيقّظ الآراء تحسب أنه

كلُّ الأمور لديه غيباً يُعلم

ومسدَّد الحركات ينهلّ الندى

وتخيِّم العلياء حيث يخيّم

جزل العطا والبأس حينَ خبرته

كالسيفِ حينَ يروق ثمَّ يصمم

تجني فيحلم بعد ما جاورته

حتَّى تظنّ لديه أنك تحلم

رفق كما انْحلّت خيوط غمامةٍ

فإذا سطا نزلَ القضاء المبرم

نطقَ الزمان به وكلٍّ مفاخر

كلمٌ على لسنِ الزمان مجمجم

انظر لحبوته وأنعمه تجد

من جانبي رضوى سيولاً تفعم

لا عيب فيه سوى تسلّط جوده

فالمال من نفحاته يتظلم

لله ما بلغت مساعيه وما

جمعت من المجد الذي لا يرغم

كرم تصلي السحب خلف صلاته

لكنها للعجز عنه تسلم

وثناً يقيد بالمدائح ذكره

فتراه ينجد في البلاد ويتهم

عبق الشذا تحكيه زهر كمائم

في الروض إلا أنها تتكلم

وفضائل لذّت وعزّ مرامها

فكأنها شهدٌ يذاق وعلقم

من كلّ ساجعة السطور كأنما

همزاتها وُرْقٌ بها تترنم

وقصيدة غرّاء تعلم أنه

قد غادر الشعراء ما يُتردم

وتواضع كالشمس دانٍ ضوءها

والقدر أرفع أن ينال ويكرم

يممه يا راجيه تلقَ خلاله

تسدى بها حلل الثناء وترقم

يرجى فيعطي فوقَ كلّ رغيبة

وتطيش ألباب الرجال فيحلم

وإذا دعى الداعي نزال وجدتهُ

بالرأيِ يطعن واليراع فيهزم

قلمٌ له في كلِّ يومٍ كريهة

أنباء يجري في جوانبها الدّم

نادى سواد النفس لما أفصحت

كلماته أنا عبد من يتفهّم

وجرت بحكمته يدٌ من تحتِها

أبداً يدٌ من فوقها أبداً فم

يا ابن الذين لهم سناً بهر الورَى

وعلاً نبجّل ذكرها ونعظم

شرفٌ ولكن بالهلالِ متوَّج

فوقَ السماء وبالسماك مخيم

يفدِي ربيع نداك مثرٍ كفّه

أبداً جمادى أو نداه محرَّم

قرم تعيّس للمديحِ إذا شدا

فكأنه عند المديح مذمم

أنت الذي لجأت إليه مدائحي

أيام لا وزرٌ ولا مستعصم

أغنيتني عمَّن إذا مدح امرؤ

لم يفرحوا وإذا هجا لم يألموا

خذها إليك بديهة عربيّة

ما نالَ غايتها زياد الأعجم

شابَ الوليد لعجزِهِ عن مثلها

وارْتدَّ عن نظم القوافي مسلم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن نباته المصري

avatar

ابن نباته المصري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-abn-nbath@

1727

قصيدة

6

الاقتباسات

101

متابعين

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين. شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة. وهو من ...

المزيد عن ابن نباته المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة