عفا لازم ومتعد، يقال: عفت الريح المنزل وعفا المنزل نفسه عَفْوًا وَعُفُوًّا وعفاء، وهو في البيت لازم. الْمَحلّ من الديار: ما حل فيه لأيام معدودة، والمقام منها: ما طالت الإقامة به عفا لازم ومتعد، يقال: عفت الريح المنزل وعفا المنزل نفسه عَفْوًا وَعُفُوًّا وعفاء، وهو في البيت لازم. الْمَحلّ من الديار: ما حل فيه لأيام معدودة، والمقام منها: ما طالت الإقامة به
مرابيع النجوم: الأنواء الربيعية وهي المنازل التي تحلّها الشمس فصل الربيع، الواحد مِرباع. الصَّوب: الإصابة، يقال: صابه أمر كذا وأصابه بمعنى. الودق: المطر، وقد ودِقت السماء تدِق ودقًا إذا أمطرت. الجود: المطر التام العام، وقال ابن الأنباري: هو المطر الذي يرضي أهله، وقد جاد المطر يجود جودًا فهو جَود. الرواعد: ذوات الرعد من السحاب، واحدتها راعدة. الرِهام والرِهَم: جمعا رِهمة وهي المطرة التي فيها لين
فَوَقَفتُ أَسأَلُها وَكَيفَ سُؤالُنا
صُمّاً خَوالِدَ ما يُبينُ كَلامُها
الصم: الصِّلاب، والواحد أصم والواحدة صماء، خوالد: بواق، يبين: يظهر بان يبين بيانًا، وأبان قد يكون بمعنى أظهر ويكون بمعنى ظهر، وكذلك بَيَّنَ وتَبَيَّنَ قد يكون بمعنى ظهر وقد يكون بمعنى عرف، واستبان كذلك، فالأول لازم والأربعة قد تكون لازمة وقد تكون متعدية، وقولهم: أبان الصبح لذي عينين، أي ظهر فهو هنا لازم. ويروى في البيت: ما يَبين كلامها وما يُبين، بفتح الياء وضمها، وهما بمعنى ظهر.
يقول: فوقفت أسأل الطلول عن قُطَّانها وسكانها، ثم قال: وكيف سؤالنا حجارة صلابًا بواقي لا يظهر كلامها، أي: كيف يجدي هذا السؤال على صاحبه وكيف ينتفع به السائل؟ لوّح إلى أن الداعي إلى هذا السؤال فَرْطُ الكلف والشغف وغاية الوله، وهذا مستحب في النسيب والمرثية
صادَفنَ مِنها غِرَّةً فَأَصَبنَها
إِنَّ المَنايا لا تَطيشُ سِهامُها
الغرة: الغفلة. الطيش: الانحراف والعدول.
يقول: صادفت الكلاب والذئاب غفلة من البقرة فأصبن تلك الغفلة أو تلك البقرة بافتراس ولدها، أي: وجدتها غافلة عن ولدها فاصطادته، ثم قال: وإن الموت لا تطيش سهامه، أي لا مخلص من هجومه، واستعار له سهامًا واستعار للأخطاء لفظ الطيش؛ لأن السهم إذا أخطأ الهدف فقد طاش عنه
الوكْف والوكفان واحد، والفعل منهما، وكَف يكف أي قطر. الديمة: مطرة تدوم وأقلها نصف يوم وليلة، والجمع الدّيم، وقد دومت السحابة إذا كان مطرها ديمة، وأصل ديمة دومة فقلبت الواو لانكسار ما قبلها. ثم قلبت في الدِّيَم حملًا على القلب في الواحد. الخمائل: جمع خميلة وهي كل رملة ذات نبت عند الأكثر من الأئمة، وقال جماعة منهم: هي أرض ذات شجر: التَّسجام: في معنى السجم أو السجوم، يقال: سجمَ الدمع وغيره يسجمه سجمًا، فسجم هو يسجم سجومًا أي صبّه فانصب.
يقول: باتت البقرة عند فقدها ولدها وقد أسبل مطر واكف من مطر دائم يروي الرمال المنبتة والأرضين التي بها أشجار في حال دوام سكبها الماء، أي باتت في مطر دائم الهطلان؛ وواكف يجوز أن يكون صفة مطر ويجوز أن يكون صفة سحاب
الاجتياف: الدخول في جوف الشيء، ويروى تجتاب، بالباء أي تلبس. النبيذ: التنحي من النّبذة والنُّبذة من الناحية. العجب: أصل الذَّنَب، والمجمع والعجوب فاستعاره لأصل النقا، والنقا: الكثيب من الرمل، والتثنية نقوان ونقيان، والجموع أنقاء. الْهُيام: ما لا تماسك به من الرمل، وأصله من هام يهيم.
يقول: وقد دخلت البقرة الوحشية في جوف أصل شجرة متنحٍّ عن سائر الشجر، وقد قلصت أغصانها. وذلك الشجر في أصول كثبان من الرمل يميل ما لا يتماسك منها عليها لهطلان المطر وهبوب الريح؛ وتحرير المعنى: أنها تستتر من البرد والمطر بأغصان الشجر، ولا تقيها البرد والمطر لتقلصها وتنهال كثبان الرمل عليها مع ذلك
وَتُضيءُ في وَجهِ الظَلامُ مُنيرَةً
كَجُمانَةِ البَحرِيِّ سُلَّ نِظامُها
الإضاءة والإنارة: يتعدى فعلهما ويلزم، وهما لازمان في البيت؛ وجه الظلام: أوله وكذلك وجه النهار. الجمان والجمانة: درة مصوغة من الفضة، ثم يستعاران للدرة، وأصله فارسي معرب وهو كمانة.
يقول: وتضيء هذه البقرة في أول ظلام الليل كدرة الصدف البحري أو الرجل البحري حين سُلّ النظام منها، شبه البقرة في تلألؤ لونها بالدرة، وإنما خص ما يسل نظامها إشارة إلى أنها تعدو ولا تستقر كما تتحرك وتنتقل الدرة التي سلّ نظامها، وإنما شبهها بها لأنها بيضاء متلألئة ما خلا أكارعها ووجهها
عَلِهَت تَرَدَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ
سَبعاً تُؤاماً كامِلاً أَيّامُها
العله والهلع: الانهماك في الجزع والضجر، ويروى تبلد، أي: تتحير وتتعمه، النهاء جمع نَهْي ونِهْي، بفتح النون وكسرها: وهما الغدير، وكذلك الأنهاء. صعائد: موضع بعينه. التؤام: جمع توأم.
يقول: أمنعت في الجزع وترددت متحيرة في وهاد هذا الموضع ومواضع غدرانه سبع ليال تؤام للأيام وقد كملت أيام تلك الليالي، أي ترددت في طلب ولدها سبع ليال بأيامها، وجعل أيامها كاملة إشارة إلى أنها كانت من أيام الصيف وشهور الحر
عَلِهَت تَرَدَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ
سَبعاً تُؤاماً كامِلاً أَيّامُها
العله والهلع: الانهماك في الجزع والضجر، ويروى تبلد، أي: تتحير وتتعمه، النهاء جمع نَهْي ونِهْي، بفتح النون وكسرها: وهما الغدير، وكذلك الأنهاء. صعائد: موضع بعينه. التؤام: جمع توأم.
يقول: أمنعت في الجزع وترددت متحيرة في وهاد هذا الموضع ومواضع غدرانه سبع ليال تؤام للأيام وقد كملت أيام تلك الليالي، أي ترددت في طلب ولدها سبع ليال بأيامها، وجعل أيامها كاملة إشارة إلى أنها كانت من أيام الصيف وشهور الحر
الإسحاق: الإخلاق، والسَّحْق الْخَلَق، الحالق: الضرع الممتلئ لبنًا.
يقول: حتى إذا يئست البقرة من ولدها، وصار ضرعها الممتلئ لبنًا خلقًا لانقطاع لبنها، ثم قال: ولم يبل ضرعها إرضاعها ولدها ولا فطامها إياه وإنما أبلاه فقدها إياه
الرِزّ: الصوت الخفي. الأنيس والإنس والأناس والناس واحد. راعها: أفزعها. السقام والسقم واحد. والفعل سقِم يسقَم، والنعت سقيم، وكذلك النعت مما كان من أفعال فَعِل يفعَل من الأدواء والعلل نحو مريض.
يقول: فتسمعت البقرة صوت الناس فأفزعها ذلك وإنما سمعته عن ظهر غيب، أي لم تَرَ الأنيس، ثم قال: والناس سقام الوحش وداؤها؛ لأنهم يصيدونها وينقصون منها نقص السقم من الجسد؛ وتحرير المعنى: أنَّها سمعت صوتًا ولم تَرَ صاحبه فخافت ولا غرو أن تخاف عند سماعها صوت الناس؛ لأن الناس يبيدونها ويهلكونها، والتقدير: فتسمعت رِزّ الأنيس عن ظهر غيب فراعها والأنيس سقامها
الفرج: موضع المخافة، والفرج ما بين قوائم الدواب، فما بين اليدين فرج، وما بين الرجلين فرج والجمع فروج، وقال ثعلب: إنّ المولى في هذا البيت بمعنى الأولى بالشيء يقول: فغدت البقرة وهي تحسب أن كلا فرجيها مولى المخافة، أي موضعها وصاحبها، أن تحسب أن كل فرج من فرجيها هو الأولى بالمخافة منه، أي بأن يخاف منه، وتحرير المعنى: أنها لم تقف على أن صاحب الرِزّ خلفها أم أمامها، فغدت فزعة مذعورة لا تعرف منجاها من مهلكها، وقال الأصمعي: أراد بالمخافة الكلاب وبمولاها صاحبها، أي غدت وهي لا تعرف أن الكلاب والكلّاب خلفها أو أمامها فهي تظن كل جهة من الجهتين موضعًا للكلاب والكَلّاب
الغضف من الكلاب: المسترخية الآذان، والغضف: استرخاء الأذن، يقال: كلب أغضف وكلبة غضفاء، وهو مستعمل في غير الكلاب استعماله فيها. الدَّواجن المعلّمات. القفول: اليبس. أعصامها: بطونها وقيل: بل سواجيرها وهي قلائدها من الحديد والجلود وغير ذلك.
يقول: حتى إذا يئس الرماة من البقرة وعلموا أن سهامهم لا تنالها، أرسلوا كلابًا مسترخية الآذان معلمة ضوامر البطون أو يابسة السواجير
عكر واعتكر أي عطف. المدرية: طرف قرنها. السمهرية من الرماح: منسوبة إلى سمهر، رجل كان بقرية تسمى خطا من قرى البحرين وكان مثقفًا فنسب إليه الرماح الجيدة.
يقول: فلحقت الكلاب البقرة وعطفت عليها، ولها قرن يشبه الرماح في حدتها وتمام طولها، أي أقبلت البقرة على الكلاب وطعنتها بهذا القرن الذي هو كالرماح
الذّود: الكفّ والردّ. الإحمام والإجمام: القرب. الحتف: قضاء الموت، وقد يسمى الهلاك حتفًا. الحمام: تقدير الموت يقال حُمَّ كذا أي قدر.
يقول: عطفت البقرة وكرّت لترد وتطرد الكلاب عن نفسها، وأيقنت أنها إن لم تذدها قرب موتها من جملة حتوف الحيوان، أي أيقنت إن لم تطرد الكلاب قتلتها الكلاب
أَقضي اللُبانَةَ لا أُفَرِّطُ ريبَةً
أَو أَن يَلومَ بِحاجَةٍ لُوّامُها
اللبانة: الحاجة. التفريط التضييع وتقدمة العجز. الريبة: التهمة، واللوَّام: مبالغة اللائم، واللوّام جمع اللائم.
يقول: بركوب هذه الناقة وإتعابها في حر الهواجر أقضي وطري، ولا أفرط في طلب بغيتي، ولا أدع ريبة إلا أن يلومني لائم، وتحرير المعنى: أنه لا يقصر ولكن لا يمكنه الاحتراز عن لوم اللوّام إياه، وأو في قوله: أو أن يلوم، بمعنى إلا، ومثله قولهم: لألزمه أو يعطيني حقي، أي إلا أن يعطيني حقي، وقال امرؤ القيس: [الطويل] :
فقلت له لا تبك عينك إنما … نحاول ملكًا أو نموتَ فنعذرا
أي: إلا أن نموت
الحبائل: جمع الحبالة وهي مستعارة للعهد والمودة هنا. الجذم: القطع، والفعل جذم يجذم، والجذام مبالغة الجاذم. ثم رجع إلى التشبيب. بالعشيقة فقال: أو لم تكن تعلم نوار أنني وصال عقد العهود والمودات وقطّاعها، يريد أنه يصل من استحق الصلة ويقطع من استحق القطيعة
يقول: إني ترّاك أماكن إذا لم أرضها إلا أن يرتبط نفسي حمامها فلا يمكنها البراح، وأراد ببعض النفوس هنا نفسه، هذا أوجه الأقوال وأحسنها، ومن جعل بعض النفوس، بمعنى كلّ النفوس فقد أخطأ؛ لأنَّ بعضًا لا يفيد العموم والاستيعاب، وتحرير المعنى: إني لا أترك الأماكن التي أجتويها1، وأقلوها إلا أن أموت
يقول: إني ترّاك أماكن إذا لم أرضها إلا أن يرتبط نفسي حمامها فلا يمكنها البراح، وأراد ببعض النفوس هنا نفسه، هذا أوجه الأقوال وأحسنها، ومن جعل بعض النفوس، بمعنى كلّ النفوس فقد أخطأ؛ لأنَّ بعضًا لا يفيد العموم والاستيعاب، وتحرير المعنى: إني لا أترك الأماكن التي أجتويها1، وأقلوها إلا أن أموت
ليلة طلق وطلقة: ساكنة لا حر فيها ولا وقر2. الندام: جمع نديم مثل الكرام في جمع كريم، والندام أيضًا المنادمة مثل الجدال والمجادلة، والندام في البيت يحتمل الوجهين. أضرب عن الإخبار للمخاطبة فقال: بل أنت يا نوار لا تعلمين كم من ليلة ساكنة غير مؤذية بحر ولا برد لذيذة اللهو والندماء والمنادمة. وتحرير المعنى: بل أنت تجهلين كثرة الليالي التي طابت لي واستلذذت لهوي وندماني فيها أو منادمتي الكرام فيها
يقول: بادرت الديوك لحاجتي إلى الخمر، أي تعاطيت شربها قبل أن يصدح الديك، لأسقى منها مرة بعد أخرى حين استيقظ نيام السحرة، والسحرة والسحر بمعنى، والدجاج اسم للجنس يعم ذكوره وإناثه، والواحد دجاجة، وجمع الدجاج دُجُج، والدِّجاج، بكسر الدال، لغة غير مختارة؛ وتحرير المعنى: باكرت صياح الديك لأسقى من الخمر سقيًا متتابعًا
القرة والقر: البرد.
يقول: كم من غداة تهب فيها الشّمال وهي أبرد الرياح، وبرد قد ملكت الشمال زمامه قد كففت عادية البرد عن الناس بنحر الجزر لهم؛ وتحرير المعنى: وكم من برد كففت غرب2 عاديته بإطعام الناس
الشكة: السلاح. الفرط: الفرس المتقدمة السريعة الخفيفة. الوشاح والإشاح بمعنى، والجمع الوشح.
يقول: ولقد حميت قبيلتي في حال حمل فرس متقدمة سريعة سلاحي ووشاحي لجامها إذا غدوت، يريد أنه يلقي لجام الفرس على عاتقه ويخرج منه يده حتى يصير بمنزلة الوشاح، يريد أنه يتوشح بلجامها لفرط الحاجة إليه حتى إذا ارتفع صراخ ألجم الفرس وركبها سريعًا، وتحرير المعنى: ولقد حميت قبيلتي وأنا على فرس أتوشح بلجامها إذا نزلت لأكون متهيئًا لركوبها
فَعَلَوتُ مُرتَقِباً عَلى ذي هَبوَةٍ
حَرِجٍ إِلى أَعلامِهِنَّ قَتامُها
المرتقب: المكان المرتفع الذي يقوم عليه الرقيب. الْهَبوة: الغبرة. الحرج: الضيق جدًّا. الأعلام الجبال والرايات. القَتام: الغبار.
يقول: فعلوت عند حماية الحي مكانًا عاليًا، أي كنت ربيئة لهم على ذي هبوة، أي على جبل ذي هبوة، وقد قرب قتام الهبوة إلى أعلام فرق الأعداء وقبائلهم، أي ربأت لهم على جبل قريب من جبال الأعداء ومن راياتهم
حَتّى إِذا أَلقَت يَداً في كافِرٍ
وَأَجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها
الكافر: الليل، سمي به لكفره الأشياء أي: لستره، والكَفْر: السَّتر، والإجنان الستر أيضًا. الثغر: موضع المخافة والجمع الثغور، وعورته أشده مخافة.
يقول: حتى إذا ألقت الشمس يدها في الليل أي ابتدأت في الغروب، وعبر عن هذا المعنى بإلقاء اليد؛ لأن من ابتدأ بالشيء قبل ألقى يده فيه، وستر الظلام مواضع المخافة والضمير الذي بعد ظلامها للعورات؛ وتحرير المعنى: حتى إذا غربت الشمس وأظلم ليلها
أسهل: أتى السهل من الأرض. المنيفة: العالية الطويلة. الجرداء: القليلة السعف والليف، مستعارة من الجرداء من الخيل. الحصر: ضيق الصدر، والفعل حَصِرَ يحصَر. الجرّام: جمع الجارم وهو الذي يجرم النخل أي: يقطع حمله.
يقول: لَمّا غربت الشمس وأظلم الليل نزلت من المرقب وأتيت مكانًا سهلًا وانتصبت الفرس، أي رفعت عنقها، كجذع نخلة طويلة عالية تضيق صدور الذين يريدون قطع حملها لعجزهم وضعفهم عن ارتقائها، شبه عنقها في الطول بمثل هذه النخلة وقوله: كجذع منيفة، أي: كجذع نخلة منيفة
القلق: سرعة الحركة. الرحال: شبه سرج يتخذ من جلود الغنم بأصوافها ليكون أخف في الطلب والهرب، والجمع الرحائل. أسبل: أمطر. الحميم: العرق.
يقول: اضطربت رحالتها على ظهرها من إسراعها في عدوها ومطر نحرها عرقًا وابتل حزامها من زبد عرقها، أي من عرقها
تَرقى وَتَطعَنُ في العِنانِ وَتَنتَحي
وِردَ الحَمامَةِ إِذ أَجَدَّ حَمامُها
رقي يرقى رقيًّا: صعد وعلا. الانتحاء الاعتماد. الحمام: ذوات الأطواق من الطير، واحدتها حمامة، وتجمع الحمامة على الحمامات والحمائم أيضًا.
يقول: ترفع عنقها نشاطًا عدوها حتى كأنها تظعن بعنقها في عنانها وتعتمد في عدوها الذي يشبه ورد الحمامة حين جد الحمام التي هي في جملتها في الطيران لما ألح عليها من العطش، شبه سرعة عدوها بسرعة طيران الحمائم إذا كانت عشطى، وورد الحمامة نصب على المصدر من غير لفظ الفعل وهي ترقى أو تطعن أو تنتحي اي تجد في سيرها
الذيم والذام: العيب.
يقول: ورب مقامة أو قبة أو دار كثرت غرباؤها وغاشيتها وجهلت، أي لا يعرف بعض الغرباء بعضًا، ترجى عطاياها ويخشى عيبها، يفتخر بالمناظرة التي جرت بينه وبين الربيع بن زياد في مجلس النعمان بن المنذر ملك العرب، ولها قصة طويلة؛ وتحرير المعنى: رب دار كثرت غاشيتها؛ لأن دور الملك يغشاها الوفود، وغرباؤها يجهل بعضها بعضًا، وترجى عطايا الملوك، وتخشى معايب تلحق في مجالسها
الغُلب: الغلاظ الأعناق. التشذّر: التهدد. الذحول: الأحقاد، الواحد ذحل. البدي: موضع. الرواسي. الثوابت.
يقول: وهم رجال غلاظ الأعناق كالأسود، أي خلقوا خلقة الأسود، يهدد بعضهم بعضًا بسبب الأحقاد التي بينهم، ثم شبههم بجنّ هذا الموضع في ثباتهم في الخصام والجدال، يمدح خصومه، وكلما كان الخصم أقوى وأشد كان قاهره وغالبه أقوى وأشد
باء بكذا: أقرَّ به، ومنه قولهم في الدعاء: أبوء لك بالنعمة أي أُقِرّ.
يقول: أنكرت باطل دعاوى تلك الرجال الغلب وأقررت بما كان حقها منها عندي، أي في اعتقادي ولم يفخر عليّ كرامها، أي لم يغلبني بالفخر كرامها، من قولهم: فاخرته ففخرته، أي غلبته بالفخر وكان ينبغي أن يقول: ولم تفخرني كرامها، ولكنه ألحق عليّ حملًا على معنى: ولم يتعالَ عليّ ولم يتكبر عليَّ
الأيسار: جمع يسر وهو صاحب الميسر. المغالق: سهام الميسر: سميت بها لأنَّ بها يغلق الخطر، من قولهم: غلق الرهن يغلق غلقًا1، إذا لم يوجد له تخلص وفكاك يقول: ورب جزور أصحاب ميسر دعوت ندمائي لنحرها وعقرها بأزلام1 متشابهة الأجسام، وسهام الميسر يشبه بعضها بعضًا، وتحرير المعنى: ورب جزور أصحاب ميسر كانت تصلح لتقامر الأيسار عليها، دعوت ندمائي لهلاكها أي لنحرها بسهام متشابهة، قال الأئمة: يفتخر بنحره إياها من صلب ماله لا من كسب قماره، والأبيات التي بعده تدلّ عليه، وإنما أراد السهام ليقرع بها بين إبله أيها ينحر للندماء
العاقر: التي لا تلد. المطفل التي معها ولدها. اللحام: جمع لحم.
يقول: أدعو بالقداح لنحر ناقة عاقر، أو ناقة مطفل تبذل لحومها لجميع الجيران، أي: إنما أطلب القداح لأنحر مثل هاتين، وذكر العاقر لأنها أسمن وذكر المطفل لأنها أنفس
الجنيب: الغريب. تبالة: واد مخصب من أودية اليمن. الهضيم المطمئن من الأرض، والجمع الأهضام والهضوم.
يقول: فالأضياف والجيران الغرباء عندي كأنهم نازلون هذا الوادي في حال كثرة نبات أماكنه المطمئنة، شبه ضيفه وجاره في الخصب والسعة بنازل هذا الوادي أيام الربيع
الجنيب: الغريب. تبالة: واد مخصب من أودية اليمن. الهضيم المطمئن من الأرض، والجمع الأهضام والهضوم.
يقول: فالأضياف والجيران الغرباء عندي كأنهم نازلون هذا الوادي في حال كثرة نبات أماكنه المطمئنة، شبه ضيفه وجاره في الخصب والسعة بنازل هذا الوادي أيام الربيع
الأطناب: حبال البيت، واحدها طنب. الرذية: الناقة التي ترذي في السفر، أي تخلف لفرط هزالها وكلالها، والجمع الرذايا، استعارها للفقيرة. البلية: الناقة التي تشد على قبر صاحبها حتى تموت، والجمع البلايا. الأهدام: الأخلاق من الثياب، واحدها هدم. قلوصها: قصرها.
يقول: وتأوي إلى أطناب بيتي كل مسكينة ضعيفة قصيرة الأخلاق التي عليها لما بها من الفقر والمسكنة، ثم شبهها بالبلية في قلة تصرفها وعجزها عن الكسب وامتناع الرزق منها
تناوحت: تقابلت، ومنه قولهم: الجبلان متناوحان، أي متقابلان، ومنه النوائح لتقابلهن، الْخُلُج: جمع خليج وهو نهر صغير يخلج من نهر كبير أو من بحر، والْخَلْج: الجذب. تمد: تزداد. شرع في الماء: خاضه.
يقول: ونكلل1 للفقراء والمساكين والجيران إذا تقابلت الرياح، أي في كلب2 الشتاء واختلاف هبوب الرياح، جفافًا تحكي بكثرة مرقها أنهارًا يشرع أيتام المساكين فيها وقد كُلّلت بكسور اللحم، وتلخيص المعنى: ونبذل للمساكين والجيران جفانًا عظامًا مملوءة مرقًا مكلَّلة بكسور اللحم في كَلَب الشتاء وضنك المعيشة
رجل لزاز الخصوم، يصلح؛ لأن يلز بهم، أي: يقرن بهم ليقهرهم، ومنه لزاز3 الباب ولزاز الجدار.
يقول: إذا اجتمعت جماعات القبائل فلم يزل يسودهم رجل منا يقمع الخصوم عند الجدال، ويتجشم عظائم الخصام، أي لا تخلو المجامع من رجال منا يتحلّى بما ذكر من قمع الخصوم وتكلّف الخصام
التغذمر: والغذمرة: التغضب مع همهمة. الهضم: الكسر والظلم.
يقول: يقسم الغنائم، فيوفر على العشائر حقوقها ويتغضب عند إضاعة شيء من حقوقها ويهضم حقوق نفسه يريد أن السيد منا يوفر حقوق عشائره بالهضم من حقوق نفسه؛ قوله: ومغذمرة لحقوقها، أي لأجل حقوقها، هضامها أي هضام الحقوق التي تكون له، والكناية في هضّامها يجوز أن تكون عائدة على العشيرة أي هضّام الأعداء فيهم منا، أي هضامهم للأعداء منا، ويجوز أن تكون عائدة على الحقوق أي المغذمر لحقوق العشيرة والهضام لها منا، والسيد يملك أمور القوم جبرًا وهضمًا في أوقاتها على اختلافها، فإن أساءوا هضم حقهم وإن أحسنوا تغذمر لهم
الندى: الجود والفعل ندي يندى ندىً، ورجل ند. الرغائب: جمع الرغيبة وهي ما رغب فيه من علق نفيس أو خصلة شريفة أو غيرهما. الغنّام: مبالغة الغانم.
يقول: يفعل ما سبق ذكره تفضلًا ولم يزل منا كريم يعين أصحابه على الكرم، أي يعطيهم ما يعطون، جواد يكسب رغائب المعالي ويغتنمها
لا يَطبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم
إِذ لا يَميلُ مَعَ الهَوى أَحلامُها
الطبع: تدنّس العرض وتلطخه، والفعل طبع يطبع. البوار: الفساد والهلاك. الفعال: فعل الواحد جميلًا كان أو قبيحًا، كذا قال ثعلب والمبرد وابن الأنباري وابن الأعرابي.
يقول: لا تتدنس أعراضهم بعارِ ولا تفسد أفعالهم إذ لا تميل عقولهم مع أهوائهم
يقول: فاقنع أيها العدو بما قسم الله تعالى فإن قسام المعايش والخلائق علّامها، يريد أن الله تعالى قسم لكل ما استحقه من كمال ونقص ورفعة وضعة. والقَسْم مصدر قَسَم يَقْسِم، والقِسْم والقِسمة اسمان، وجمع القِسم أقسَام، وجمع القسمة قِسَم. الْمَلْك والْمَلِك، بسكون اللام وكسرها، والمليك واحد، وجمع الْمَلْك، بكسون اللام، ملوك، وجمع الْمَلِكْ، بكسر اللام أملاك
وَإِذا الأَمانَةُ قُسِّمَت في مَعشَرٍ
أَوفى بِأَوفَرِ حَظِّنا قَسّامُها
معشر: قوم. قسّم وقسَم. بالتشديد والتخفيف واحد. أوفى ووفّى. كمل ووفّر، ووفى يفي وفيًا كمل، والوفور الكثرة. بأوفر حظنا أي بأكثره.
يقول: وإذا قسمت الأمانات بين الأقوام وفر وكمل من الأمانة أي نصيبنا الأكثر منها، يريد أنهم الأقوام أمانة؛ والباء في قوله بأوفر زائدة أي: أوفى أوفر حظّنا
يقول: بنى الله تعالى بيت شرف ومجد عالي السقف فارتفع إلى ذلك الشرف كهل العشيرة وغلامها، يريد أن كهولهم وشبانهم يسمون إلى المعالي والمكارم. وإذا روي هذا البيت قبل "فاقنع"، كان المعنى، فبنى لنا سيدنا بيت مجد وشرف إلى آخر المعنى
السعاة: جمع الساعي. أفظعت: أصيب بأمر فظيع.
يقول: إذا أصاب العشيرة أمر عظيم سعوا بدفعه وكشفه، وهم فرسان العشيرة عند قتالها وحكامها عند تخاصمها، يريد رهطه الأدنين
أرمل القوم: إذا نفدت أزوادهم.
يقول: هم لمن جاورهم ربيع لعموم نفعهم وإحيائهم إياه بجودهم كما يحيي الربيع الأرض؛ وتحرير المعنى: هم لمن جاورهم وللنساء اللواتي نفدت أزوادهن بمنزلة الربيع إذا تطاول عامها لسوء حالها لأن زمان الشدة يستطال
قوله: أن يبطئ حاسد، معناه على قول البصريين: كراهية أن يبطئ حاسد وكراهية أن يميل، وعند الكوفيين، أن لا يبطئ حاسد وأن لا يميل، كقوله تعالى يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176] ، أي: كراهية أن تضلوا، أو يبين الله لكم أن لا كراهية أن يبطئ حاسد بعضهم عن نصر بعض أو كيلا يبطئ حاسد بعضهم عن نصر بعض وكراهية أن يميل لئام العشيرة وأخساؤها مع العدو، أي أن يظاهر الأعداء على الأقرباء؛ وتحرير المعنى: أنهم يتوافقون ويتعاضدون كراهية أن يبطئ الحساد بعضهم عن نصر بعض وميل لئامهم إلى الأعداء أو مظاهرتهم إياهم على الأقارب
لبيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري.
أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم ويعد من الصحابة، ومن ...