الديوان » المغرب » أبو الفيض الكتاني » سقتني بثغر الوصل قهوة حسنها

عدد الابيات : 121

طباعة

سقتني بثغر الوصل قهوة حسنها

مشعشعة دارت بألحان نشأتي

فيا ساقيا مهلا فما روي الحشا

أدرها على سري بحانات حضرتي

سكرت ولكن من محيا جمالها

فطلعتها سكري ككاسات خمرتي

وشاهدت معنى الحسن من بعد ما استوت

بعرشي فصرت العين من بعد كثرتي

هناك انمحى عن فرق نقطة غينه

وصرت وراء الجمع من جمع شكلتي

دنت فتدلت في مهامه ذاتها

لذات لها ذات إليها تدلت

سجدت لها عند التداني ملبيا

بمحراب مجلى الجمع من بعد حيرتي

أصلي لمجلي الذات عين جمالها

وأطرب بالتلحين في جمع قبلتي

وغبت بها عني وصرت وراء ما

يشاهد من حسن بكل كليتي

وأبصرها لحظي وذلك لحظها

فكنت بها منها بصيرا بجملتي

وثم وراء الحسن معنى شهدته

بمهمه غيب القدس في طي حلتي

سمعت الندا من قاب قوسين مرحبا

وأهلا بمعشوقي لسر هويتي

غريب أنيس عرش بدرين لابس

لضدين من شمسين لونان حلتي

أحاطت بكلي يوم كنت ملبيا

بمحراب مجلى الجمع من دون سترتي

مجردة عذراء يسبي جمالها

ملثمة بالعين عيني وقبلتي

لقد ظهرت في الكل عينا بكلها

فما ثم إلا الكل في كل وجهة

فمن حسنها حسن الملاح وقد بدت

بتقييد مجلى الكون في خط صورتي

تبدت بتلوين به احتجبت وقد

تجمعت الأضداد فيها لسترة

تكثرت المرآة والحسن واحد

ليظهر مجلى الفرق من جمع شكله

عشقت ملاح الكون من أجلها وما

رأيت سواها في الحقيقة لبت

تبدت مباني الفرق من لوح جمعها

بظل خطوط الشكل من رسم نقطتي

رسوم بدت من غيب لوح بطونها

إليها معاني الذات تجلى بصورتي

مطلسمة تبدو على عهد كنزها

بلون الأنا في الهو بل كل صبغتي

هيولي هباء الغين من جوهر العمى

فمني تبدي الكل من بسط نقطتي

تقدمت قبل الكل إذ بي وجوده

تأخر بعد الكل ناسوت صورتي

أنا الأول الثاني أنا الظاهر الذي

بطنت بسر الغيب من بين إخوتي

أنا نقطة الباء المجردة التي

أنافت على الأفلاك يوم دجنة

أنا كنز غيب الهو في غيب هوه

بظلمة نور الذات ذات هويتي

تقردت بي عني بمهمه مهمه

فما ثم غيري ظاهر في أنيتي

أنا كل كل الكل طلسم طلسم

بذاتي خلت ذاتي بكاسات خمرة

كذاك بشكل الجن في الأرض قبلكم

فصرت لهم رسلا لتحقيق حجتي

وقد صرت في تكذيب رسلي موجها

لهم حجج الإبطال شأن رعيتي

كذاك بأطوار الشياطين جئتهم

ظهرت به حكما لحكمة حكمتي

وما هذه الأشكال مني غيرت

صفاتي ولا أبدت سواي لنسختي

تطورت في كل المظاهر وانتهت

إلى أن سرت في كثرتي أحديتي

فليس ورا مرماي مرمى لذي هوى

تجمعت الأضداد في فرد كثرتي

وكل زوايا الكون أضحت مقري مذ

وسعت جمال الحق حقا بجملة

ودونك حسني فاشهدنه مجردا

على نعت فرق الجمع من قاف قوتي

تدلل بأنس البسط في حضرة المنى

على عزة تبدو بكهف هويتي

فهيا اسقني خمر التداني وواصلن

كؤوسا بألحان على عهد نشأتي

تجليت من سري لسر عوالمي

لتحقيق أمر الملك فيه لحكمتي

ظهرت بأعلى المستوى ففتكته

وصرت إمام الجمع من بسط نقطتي

لي العز في الدارين بدءا وعودة

وحكمي مبروم على كل حضرة

وما ثم من شيء إلا كنت أساسه

لأني نسخت الكل من فتح خوختي

ومن آمن لم يخش ضيما ولا عنى

فنحن أسود الكون في كل رتبة

ومن رامنا يلقى السعادة والمنى

ويحظى بما يرضاه في كل وجهه

ولي زفرات أبلت الكون جهرة

إذا برزت ضاق الفضاء للوعتي

وكم سهرت جفن الكئيب ترقبا

لطيف خيال الحسن من فرط حيرة

ألوح على الأطلال كيما أرى بها

مشابه جسمي في تلاشي وغربتي

أذاب فؤادي سحر عين جمالها

ولبيته كرها على عز سطوتي

فما في الحشا مجلى لغير سهامها

ورفض السوى فرض علي لغيرتي

أغار عليها أن أراها وإنما

غرامي بدا في الكون يبدي قضيتي

إذا زمزم الشادي طربت تهتكا

عليها وفاضت في البرية قضيتي

أبرد ما بالقلب لو كان نافعا

توقدت الأضرام في كل شعرة

تلذ لي العذل في جنب حبها

فما ثم إلا الحسن في كل رتبة

على مثلها أفنى وأبلى تحيرا

وأرقص في الأغلال من فرط لوعتي

تفانيت عن حسي وجنسي وقد غدت

وشاة الورى تسعى بشأن مهيتي

وفي غنية عنها وعن زخرفاتها

تفانيت حتى قيل ليس بمثبت

رويدكم أبدت معاني جمالها

بخلوة سر السر دون أنيتي

خلوت بها رغما على الدهر بعدما

تولهت في سري بوجدي وحرقتي

سقاني الدجى خمرا بكأس ذوائب

على العود والمزمار في كف قينة

هي الشمس إلا أن ذاتي سماؤها

فلون الأنا فيها كلون المئية

تبدت على كاس فكان للطفه

بها هو إياها وإياه حلتي

لأنه عين العين والنقطة التي

أديرت به من قوس وتر هويتي

لقد طاح ظل العين في شمس عينه

فشاهدت عين العين في طي بردتي

أباح الهوى سري وقد كتمته

فصرت له معنى للطف حقيقتي

غني فقير مفلس متهتك

كئيب قتيل الحسن أقصى حظيرة

تدللت مذ لاحظت معنى جمالها

فصارت معاني الجفن تفتك جملتي

تغربت عن إلفي وكم تقاعدت

بي السفن العرجى على سطح لجتي

وكم لعبت أيدي الصبا بعقولنا

فصارت على متن القفار تفتتي

وكم قد تولهنا وذبنا صبابة

على إثرها يوم المعارك بغيتي

فخل جميع الكون واصرم حباله

وبدد كثافات العناصر صبغة

وحسن ظنونا بالورى لا تسيء بهم

فذلك أدنى المقت والباب سدت

ودونك بحر الشرع فالزم سبيله

ولا تعبأن بالمبطلين لشرعة

ودونك أهل الله فالزم ودادهم

وقربتهم فالباب منهم لحضرة

وإياك والتدبير للرزق إنه

يجر إلى التشكيك في سر كلمة

وإياك والتحجير للحق إنه

تجلى بتلوين على لون قبضة

ودونك فكر الوهم فالغه إنه

مؤد إلى تقييد عقل وصورة

ودونك والتجريد للقلب إنه

هو الغرض الأقصى ونيل الطريقة

ودونك والإطلاق في كل ما ترى

فذاك مراد الحق عين الخليقة

ودونك ذل النفس فابغه إنه

يرقى على الأفلاك فوق المجرة

ودونك حسن الظن فهو المنى والفو

ز والنيل للخيرات في كل رتبة

وإياك سوء الظن بالمرء إنه

هو المقت في الدارين بين البرية

وإياك والإعطاء للنفس حقها

فذاك هو الإغواء أصل البلية

ودونك والتمزيق للعرض إنه

هو الآية الكبرى وسبل المحجة

وإياك والإكثار للأكل إنه

مضر وللإرخاء باد بشهوة

وإياك والإكثار للنوم إنه

يقسي عليك القلب في كل مرة

وإياك أن تنعى لنفسك وألقها

على الزبل إن شئت المعالي بسرعة

ودونك ود الود فاحفظه إنه

علامة إيمان ومزج المودة

ولا تنسه بين الأعادي لأجل أن

تقوم بأمر الحق أمر الأخوة

ولا تنس من أولاك خيرا لأن ذا

طباع لأحرار نأوا عن كثافة

وإياك والأغيار لا تكترث بها

لأن شهود الحق يفني البقية

وطهر قبيل العصر كلك مخلصا

وألق وجود الظل في ماء وحدة

وكبر على الأكوان تكبير ميت

تفانى عن الإحساس لما تجلت

وألق مثال الظل ف صبح شمسها

وصارم شكوك العقل في شأن سجدة

وصل صلاة الجمع في فرق جمعه

لكي تنزوي عنك البقايا الكثيفة

تصير بمرأى للخطاب ومسمع

محلا لنفث الروح إرث النبوة

فحيهلا بالشكر فيها وواصلن

ودع عنك أرباب الدعاوي السخيفة

وشقق عليها الثوب والقلب واشطحن

على الكون في حانات جمع الأحبة

ودونك والإكثار للذكر إنه

صقيل لمرآة الفؤاد الصدية

ومزق ثياب العز في جنب وصلها

فإن فناء النفس شرط لوصلة

تنزه عن الشرك الخفي فإنه

تبدى على كل بأحسن صورة

ودونك مرمانا فرمه فإنه

محجتنا البيضا وأوثق غروة

طريقتنا أربت على الفلك تبتغي

مراتب فوق الفوق من بين إخوتي

سلالتنا فاقت سلالة من غدا

جليس بساط القرب من فتح خوختي

سلافتنا نمت على سطح حانة

أتت برقيق الغزل إرث النبوءة

لواؤنا خفاق على كل من دنا

حظيرة قدس الفيض من وشي حلتي

أتينا بغزل الفتح من حضرة الغنى

بإذن رسول الله شيخي وعمدتي

فعنه أخذنا ما تدفق جهرة

على صغر الأجرام حين شبيبتي

نجر ذيول العز في جنب وصله

على رتبة قعسا بأقصى حظيرة

بدايتنا فاقت نهاية غيرنا

فليس الثريا للثرى بقرينة

لنا الدولة العليا لدى الهول نرتقي

على نهج بحر الفضل قطب المجرة

لقد ركبت متن السعادة وانثنت

عن الطرد والإبعاد بل كل شقوة

وحازت سعادات تقاعد دونها

أسود الورى من أس مركز نقطة

كذا كل مار في الطريق رآهم

حبته سعادات ففاز ببغية

على رغم أهل البعد نالوا مفاخرا

فحيهلا بالقرب منا لحضرة

ومن هو من أهل المعارف شامنا

فأبدى عشير العشر في شأن صحبة

ومن هو من أهل المعارج غابنا

وأنكرنا والجهل شأن البرية

كذا كل من والى بجنبه معرضا

عن الصدق والتصديق باب زويتي

لنا الخوض في بحر العجائب جهرة

ولسنا أسارى الغير في فتح عجمة

ومن رام منحى فليرمه فعندما

يرجى التلاقي تنزوي غين شبهة

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الفيض الكتاني

avatar

أبو الفيض الكتاني حساب موثق

المغرب

poet-abu-alfayd-alkitani@

149

قصيدة

1

الاقتباسات

147

متابعين

محمد بن عبد الكبير بن محمد، أبو الفيض وأبو عبد الله، الكتاني. فقيه متفلسف متصوف، من أهل فاس. انتقد علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى قبح الاعتقاد وشكوه إلى السلطان عبد ...

المزيد عن أبو الفيض الكتاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة