أوصيكِ يارفـيقةَ دربـي
يامـنيةَ النـفسِ والقلبِ
فـإذا مـا أتـى أجـلي
وخَبَتْجذوةُ الأملِ
لا تـحـزني إذ أمـضي! اسكبي كلَّ غالٍ عليَّ
عطـرَ المحـبةِ الأبـديه
طَيِّبـي جسدي
غَيِّبـي كمدي
بالطلـعةِ البـهيه
ضُمِّينـي ثم ضُمِّينـي
عن الذكرياتِ حدثيني
فالحـديثُ الشَّيِّـقُ بين الأحباب
يسري إلى الروحِ من غيِر حجاب
اتركي عينيَّ مغمضتينِ
خلي شفتـيَّ مطبقتينِ
اطبعي قبلةً على جبيني
قبـل أن تودعينـي
ومن بعدها كفنينـي
في ردائي الأبيضِ الناصعِ
ثم قولي لكلِّ ناظرٍ وسامعِ:
لم يمتْ حبيبي!
لا تنتـظري
لا تؤخري مراسم دفني
لا تخبري طبيبي
إنني قدِ اشتقتُ إلى الرحيلِ
دَقَّتْ طبولُ السفرِ الطويلِ
انثري كلَّ يومٍ على ضريحي
زهـرةَ فُـلٍّ ثم استـريحي
لا تلطـمي خَدّاً ولا تنوحي
لكن اسكبي عليَّ الأدمـعَ
ففي غـيرِ هذا لن أطمـعَ بَلِّلي ثرايَ بدمعةٍ ساخنه
عَلَّها تدفئُ الجـثةَ الواهـنه.