الديوان » العصر المملوكي » ابن الوردي » مربع يخلو ودمع يكف

عدد الابيات : 27

طباعة

مربعٌ يخلو ودمعٌ يكفُ

وجوى يحلو وقلبٌ يرجِفُ

وغرامٌ كلما قلتُ انقضى

حكمُهُ زادَ الأسى والأسفُ

وصباباتٌ مضافاتٌ إلى

حرِّ قلبي وَهْيَ لا تنصرفُ

يا حداةَ العيسِ هذا منزلٌ

حُقَّ لي أني عليهِ أقِفُ

كم بدا لي فيهِ بدرٌ طالعٌ

وتثنى فيهِ غصنٌ أهيفُ

فيه كأسُ الوصلِ كنا نرشف

وثمارُ القربِ كنَّا نقطفُ

مرَّ لي فيه زمانٌ أهلاً

ثم أضحى وَهْوَ قاعٌ صفصفُ

هلْ خليلٌ بالبكا لي مُسعدٌ

هلْ صديقٌ يُرتجى أو يؤلَفُ

أفٍّ منْ دهرٍ إذا استفهمتهُ

عنْ وفيٍّ قالَ هذا جنفُ

ظهرَ الغدر وقلَّ المنصِفُ

ونما الجهلُ وسادَ المقرِفُ

واقتدى بالبحرِ دهري إذْ بهِ

يرسبُ الدرُّ وتطفو الجيَفُ

كمْ قد استؤمِنَ فيه خائنٌ

ورقى مَنْ أصلُهُ لا يُعرفُ

زاد مقتي لزمانٍ لم يسدْ

فيهِ إلا سفْلةٌ أو طرفُ

أنا قَدْ سبَّلتُ عرضي لهم

فلهم أنْ يمدحوا أو يقذفوا

أيُّها الحاسدُ لولا أنني

رجلٌ منْ دونِ حدي أقفُ

كنتُ أضنيكَ فخاراً وعُلى

فأنا الدرُّ وأنتَ الصدفُ

وليَ الفقهُ الذي فقتُ بهِ

ووجوهُ النحوِ نحوي تُصرفُ

وليَ النظمُ الذي سارتْ إلى

سائرِ الأقطارِ منهُ التحفُ

ولي النثرُ الذي سجْعاتُهُ

تسكرُ الأسماعَ فَهْيَ القرقفُ

وإلى الأبكارِ ذهني سابقٌ

وقوى الأفكارِ عندي تضعفُ

وإمامُ الأدبيَّاتِ وإنْ

أنكرَ الحقَّ فلي يعترفُ

كم وكم شمسِ جدالٍ طلعَتْ

في سماءِ البحثِ بي تنكسفُ

فطرةٌ تيميةٌ بكريةٌ

وعلى الأسلافِ يبني الخلفُ

رُبَّ عينٍ تتمنى رؤيتي

وزكيٍّ بحياتي يحلفُ

أنا في حلقِ حسودي غصةٌ

وبهِ مني أذى لا يوصَفُ

أسفي واللهِ من قولي أنا

كلْمةٌ ذو العقلِ منها يأنفُ

لكنِ الحاسدُ قدْ كلفني

ذكرَ شيءٍ تركُهُ لي أشرفُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الوردي

avatar

ابن الوردي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-alwardi@

1232

قصيدة

5

الاقتباسات

225

متابعين

عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعرّي الكندي. شاعر، أديب، مؤرخ. ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج، وتوفي بحلب. ...

المزيد عن ابن الوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة