الديوان » العصر العباسي » أبو تمام » لم أر عيرا جمة الدؤوب

عدد الابيات : 19

طباعة

لَم أَرَ عيراً جَمَّةَ الدُؤوبِ

تُواصِلُ التَهجيرَ بِالتَأويبِ

أَبعَدَ مِن أَينٍ وَمِن لَغوبِ

مِنها غَداةَ الشارِقِ المَهضوبِ

نَجائِباً وَلَيسَ مِن نَجيبِ

شَبّابَةَ الأَعناقِ بِالعُجوبِ

كَاللَيلِ أَو كَاللوبِ أَو كَالنوبِ

مُنقادَةً لِعارِضٍ غِربيبِ

كَالشيعَةِ اِلتَفَّت عَلى النَقيبِ

آخِذَةً بِطاعَةِ الجَنوبِ

ناقِضَةً لِمَرَرِ الخُطوبِ

تَكُفُّ غَربَ الزَمَنِ العَصيبِ

مَحّاءَةً لِلأَزمَةِ اللَزوبِ

مَحوَ اِستِلامِ الرُكنِ لِلذُنوبِ

لَمّا بَدَت لِلأَرضِ مِن قَريبِ

تَشَوَّفَت لِوَبلِها السَكوبِ

تَشَوُّفَ المَريضِ لِلطَبيبِ

وَطَرَبَ المُحِبِّ لِلحَبيبِ

وَفَرحَةَ الأَديبِ بِالأَديبِ

وَخَيَّمَت صادِقَةَ الشُؤبوبِ

فَقامَ فيها الرَعدُ كَالخَطيبِ

وَحَنَّتِ الريحُ حَنينَ النيبِ

وَالشَمسُ ذاتُ حاجِبٍ مَحجوبِ

قَد غَرَّبَت مِن غَيرِ ما غُروبِ

وَالأَرضُ في رِدائِها القَشيبِ

في زاهِرٍ مِن نَبتِها رَطيبِ

بَعدَ اِشتِهابِ الثَلجِ وَالضَريبِ

كَالكَهلِ بَعدَ السِنّ وَالتَحنيبِ

تَبَدَّلَ الشَبابَ بِالمَشيبِ

كَم آنَسَت مِن جانِبٍ غَريبِ

وَفَتَّقَت مِن مِذنَبٍ يَعبوبِ

وَغَلَبَت مِن الثَرى المَغلوبِ

وَنَفَّسَت عَن بارِضٍ مَكروبِ

وَسَكَّنَت مِن نافِرِ الجَنوبِ

وَأَقنَعَت مِن بَلَدٍ رَغيبِ

يَحفَظُ عَهدَ الغَيثِ بِالمَغيبِ

لَذيذَةَ الريقِ مَعَ الصَبيبِ

كَأَنَّما تَهمي عَلى القُلوبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو تمام

avatar

أبو تمام حساب موثق

العصر العباسي

poet-abu-tammam@

489

قصيدة

9

الاقتباسات

1445

متابعين

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام. الشاعر، الأديب. أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء ...

المزيد عن أبو تمام

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة