الديوان » العصر العباسي » الشريف الرضي » زمان الهوى ما أنت لي بزمان

عدد الابيات : 63

طباعة

زَمانَ الهَوى ما أَنتَ لي بِزَمانِ

وَلا لَكَ مِن قَلبي أَعَزُّ مَكانِ

أَبَعدَ القِبابِ اللاءِ زُلنَ عَنِ الحِمى

أُراعي الهَوى في أَربُعٍ وَمَغانِ

وَسَيري أَمامَ الحَيِّ وَاللَيلُ حابِسٌ

عَلى الظَعنِ مِن جُدلٍ لَنا وَمَثاني

وَمُلتَبِسٍ بِالرَكبِ بادَرتُ خَلفَهُ

أُلَوِّحُ بِالأَردانِ وَهُوَ يَراني

وَآخَرُ هَزَّتني إِلَيهِ اِرتِياحَةٌ

وَمِن دونِهِ ذو صَفصَفٍ وَرِعانِ

تَحَمَّلتُ سَهماً أَوَّلاً مِن فِراقِهِ

فَلَمّا رَآني لا أَخورُ رَماني

أَقولُ لَهُ وَالدَمعُ يَأخُذُ ناظِري

بِأَبيَضَ مِن ماءِ الشُؤونِ وَقاني

أَتَرضى عَنِ الدُنيا وَمَولاكَ ساخِطٌ

وَتَمضي طَليقاً وَاِبنُ عَمِّكَ عاني

وَفي ذَلِكَ الوادي الَّذي أَنبَتَ الهَوى

جَنابانِ مِن نُوّارِهِ أَرِجانِ

وَماءٌ تَشيهِ الريحُ كُلَّ عَشِيَّةٍ

كَما رَقَمَ البُردَ الصَبيغَ يَماني

مَرَرتُ بِغِزلانٍ عَلى جَنَباتِهِ

فَأَطلَقنَ دَمعي وَاِختَبَلنَ جَناني

وَعاجَلَني يَومُ الرَفيقَينِ في الهَوى

عَشِيَّةَ ما لي بِالفِراقِ يَدانِ

يَقولانِ أَحياناً بِقَلبِكَ نَشوَةٌ

وَما عَلِما أَنَّ الغَرامَ سَقاني

وَكَم غادَرَ البَينُ المُفَرِّقُ مِن فَتىً

يُمَسِّحُ قَلباً دائِمَ الخَفَقانِ

وَمُنتَزِعٍ مِن بَينِ جَنبَيهِ زَفرَةً

تُخَلّي دُموعَ العَينِ في الهَمَلانِ

وَما الحُبَّ إِلّا فُرقَةٌ بَعدَ أُلفَةٍ

وَإِلّا حِذارٌ بَعدَ طولِ أَمانِ

هُوَ الشُغُلُ اِستَولى عَلى كُلُّ مُهجَةٍ

وَأَلقى ذِراعَيهِ بِكُلِّ جَنانِ

سَلَوتُ الهَوى وَالشَوقُ إِلّا ذُؤابَةٌ

تُراجِعُ قَلبي مِن نَوىً وَتَداني

وَصِرتُ أَرى أَنَّ الشُجونَ عَلاقَةٌ

تَليقُ بِقَلبِ العاجِزِ المُتَواني

فَها أَنا ذا لا أُمتِعُ العَينَ بِالكَرى

وَتَأمُلُ قَودَ النَومِ بَعدَ حِرانِ

تَقَلَّصُ عَن مَسِّ النُعاسِ جُفونُها

كَما قُلِّصَت لِلبارِدِ الشَفَتانِ

تُجَمجِمُ لِلأَطماعِ في كُلِّ لَيلَةٍ

وَتُقلِعُ عَن قَلبي بِغَيرِ بَيانِ

غَرِضتُ مِنَ العَلياءِ وَهيَ تَطولُ بي

كَما غَرِضَ المَقصوصُ بِالطَيَرانِ

وَلَو شِئتُ جَلّى بي إِلى غايَةِ العُلى

جَوادي وَلَكِنّي أَرُدُّ عِناني

وَمَولىً دَعا غَيري إِلى ما يُريدُهُ

وَلَو أَنَّني مِمَّن يُجيبُ دَعاني

وَحاوَلَ أَمراً يَعصِبُ الريقُ دونَه

بِناجِدِ مَزؤودِ الفُؤادِ جَبانِ

يُناثِعُنِ الشَحناءَ أَنّى لَقيتُهُ

وَلَو أَنَّني يَوماً حَذِرتُ رَقاني

وَعَوراءَ لَم أُنصِت إِلَيها وَلَم أُرِد

جَواباً لَها وَالقَولُ لَيسَ بِوانِ

وَلَكِنَّني أَغضَيتُ عَنها كَأَنَّما

أَقولُ بِسَمعي أَو أَعي بِلِساني

أَرى السَرحَ أَولى بي مِنَ الكورِ في الوَغى

وَما ناقَتي إِلّا فِداءُ حِصاني

وَلَمّا تَعاطَينا النِزالَ اِنبَرى لَنا

مَلَبٌّ عَلى أَعوادِهِ بِلُبانِ

فَسَدَّدَ رُمحاً لَم يَكُن بِمُثَقَّفٍ

وَجَرَّدَ عَضباً لَم يَكُن بِيَماني

حَذارِ بَني العَنقاءِ مِن مُتَطاوِلٍ

إِلى الحَربِ لا يَخشى جِنايَةَ جانِ

وَداهِيَةٍ تُصمي القُلوبَ كَأَنَّما

تَمَطَّرُ عَن قَوسٍ مِنَ الشَرَيانِ

فَهَذا وَعيدٌ سَطوَتي مِن وَرائِهِ

وَعُنوانُ ناري أَن يَبينَ دُخاني

فَلا يَحسَبِ الأَعداءُ كَيدي غَنيمَةً

وَلا أَنَّني في الشَرِّ غَيرُ مُعانِ

فَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ أَقوى عَلى الأَذى

وَأَنمى عَلى البَغضاءِ وَالشَنَآنِ

وَأَبيَضَ مِن عَليا مَعَدٍّ كَأَنَّما

تَلاقى عَلى عِرنينِهِ القَمَرانِ

إِذا رُمتُ طَعناً بِالقَريضِ حَمَيتُهُ

وَإِن رُمتُ طَعناً بِالرِماحِ حَماني

يَجودُ إِذا ضَنَّ الجَبانُ بِنَفسِهِ

وَيَمضي إِذا مازَلَّتِ القَدَمانِ

بَصيرٌ بِتَصريفِ الأَعِنَّةِ إِن سَرى

لِيَومِ نِزالٍ أَو لِبَومِ رِهانِ

تَرامى بِهِ الأَيّامُ وَهوَ مُصَمِّمٌ

كَما يَرتَمي بِالماتِحِ الرَجَوانِ

إِذا ما اِحتَبى يَومَ الخِصامِ كَأَنَّما

يُحَدِّثُنا عَن يَذبُلٍ وَأَبانِ

أَبا أَحمَدٍ أَنتَ الشُجاعُ وَإِنَّما

تَجُرُّ العَوالي عُرضَةً لِطِعانِ

وَلَمّا غَوى الغاوُونَ فيكَ وَفُرِّجَت

ضُلوعٌ عَلى الغِلِّ القَديمِ حَواني

نَجَوتَ عَنِ الغُمّاءِ وَهيَ قَريبَةٌ

نَجاءَ الثُرَيّا مِن يَدِ الدَبَرانِ

وَغَيرُكَ غَضَّ الذُلُّ مِن نَجَواتِهِ

وَطامَنَ لِلأَيّامِ شَخصَ مُهانِ

وَحالَ الأَذى بَينَ المُرادِ وَبَينَهُ

كَما حيلَ بَينَ العيرِ وَالنَزَوانِ

وَكانَ كَفَحلِ البَيتِ يَطمَحُ رَأسَه

فَأَلقى عَلى حُكمِ الرَدى بِجِرانِ

وَآخَرُ راخى مِن قُواكَ بِبِدعَةٍ

سَتَشرُدُ في الدُنيا بِغَيرِ عِنانِ

فَأَشهَدُ أَن ما عَرَّقَت فيهِ هاشِمٌ

وَلا عُلَّ يَوماً مِن لَبانِ حَصانِ

إِذا المَرءُ لَم يَحفَظ ذِماماً لِقَومِهِ

فَأَحجِ بِهِ أَن لا يَفي بِضَمانِ

وَنازَعَكَ العَلياءَ مِن آلِ غالِبٍ

شُعوبٌ وَمِن أَدٍّ وَمِن غَطَفانِ

فَوارِسُ يَلقَونَ الرَدى بِنُفوسِهِم

سِراعاً وَلا يَدعَونَ يالَ فُلانِ

وَلَو شِئتَ لَمّا طالَعَتكَ رِماحُهُم

وَأَطرافُها عوجٌ إِلَيكَ دَواني

هَرَقتَ دِماءً ما لَها الدَهرَ طالِبٌ

كَما هَرَقَت خَرقاءُ قَعبَ لِبانِ

وَحَيٍّ بَثَثتَ الخَيلَ بَينَ بُيوتِهِم

وَكانوا عَلى أَمنٍ مِنَ الحَدَثانِ

أَقَمتَهُمُ مِن رَوعَةٍ عَن شِوائِهِم

يَمُشّونَ بِالأَعرافِ كُلَّ بَنانِ

أَأُغضي عَلى ضَيمٍ وَعِزُّكَ ناصِري

وَباعي طَويلٌ مِن وَراءِ سِناني

إِذا فَعَداني الضَيفُ في كُلِّ لَيلَةٍ

وَكُبَّت بِأَعجازِ البُيوتِ جِفاني

وَما اِرتاعَ مَطلوبٌ يَكونُ وَراءَهُ

بِأَغلَبَ مِن آلِ النَبِيِّ هِجانِ

لَكَ الخَيرُ لا أَرضى بِغَيرِكَ حاكِماً

عَلَيَّ وَلا أُعطي القِيادَ زَماني

وَإِن أَطلُبِ الضَخمَ اللَغاديدِ غايَتي

فَرُبَّ جَمادٍ عُدَّ في الحَيَوانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف الرضي

avatar

الشريف الرضي حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsharif-alradi@

679

قصيدة

7

الاقتباسات

702

متابعين

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين، على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد. انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده. وخلع عليه بالسواد، ...

المزيد عن الشريف الرضي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة