الإمام علي عليه السلام، يتناول شروط تحصيل العلم، حيث يلخّصها في ستة عناصر أساسية، لكل منها دور محوري في مسيرة طلب العلم. لنفصّلها:
1. ذَكاءٌ:
الذكاء هنا يشمل الفطنة وسرعة الفهم والقدرة على التحليل. فالعقل الحاد يسهل عليه إدراك المعاني الدقيقة واستيعاب العلوم المختلفة.
2. حِرصٌ:
الحرص يعني الشغف والإصرار على طلب العلم. فبدون الرغبة الصادقة والدافعية القوية، يصعب على الإنسان الاستمرار في طريق التعلم، خاصة إذا واجه صعوبات.
3. اَصطِبارٌ:
الصبر من أهم صفات طالب العلم، لأن العلم طريقه طويل وشاق. يتطلب الصبر على المشقة، وعلى الوقت الذي يحتاجه الفهم العميق، وكذلك الصبر أمام الانتقادات أو الإحباطات.
4. بُلغَةٌ:
المقصود بها الكفاية من المال أو الموارد الضرورية التي تعين طالب العلم على الاستمرار في طلبه. فالحاجة قد تصرف الإنسان عن التعلم إلى السعي وراء لقمة العيش، لذا لا بد من حد أدنى من الاستقرار المادي.
5. إِرشادُ أُستاذٍ:
وجود أستاذ أو معلم يوجّه الطالب، يختصر عليه الكثير من الجهد ويمنحه خلاصة التجارب. فالعلم لا يُنال وحده، بل يحتاج إلى مَن يصحّح المسار ويوجه نحو المفيد والصحيح.
6. طَولُ زَمانِ:
العلم لا يُنال في وقت قصير، بل يحتاج إلى زمن طويل للاستيعاب والتعمق. فالمعارف المتراكمة تحتاج إلى سنوات من البحث والمراجعة والتأمل حتى تنضج في ذهن طالبها.
خلاصة التفسير:
هذا القول الحكيم يبيّن أن العلم الحقيقي ليس وليد الذكاء وحده، بل هو نتاج مزيج متكامل من الصفات الشخصية، والعوامل الخارجية، والزمن الكافي لصقل المعرفة.
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن.
أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين، وابن عم النبي وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، ...