الديوان » العصر العثماني » عبد الغني النابلسي » أهل المحبة في السرور الدائمِ

عدد الابيات : 20

طباعة

أهل المحبة في السرور الدائمِ

لا يحزنون ولا بلوم اللائمِ

هم هكذا في هذه الدنيا كما

هم هكذا في يوم يقظة نائم

لهم الملاح مظاهر الغيب الذي

هو ظاهرٌ بجمال وجه دائم

يتنعمون به هنا وهناك لا

يخفى عليهم بالمليح القائم

أرواحهم كالشمس في أفق السما

وجسومهم شفافة كغمائم

هم أهل كشف يفرحون بربهم

في كل صورة أهيفٍ متلائم

لهم الجمال محققٌ بمحاسنٍ

تبدو الملاح بها كزهر كمائم

ولغيرهم معنى الجلال مظاهر ال

شهوات تعشقها نفوس بهائم

في هذه الدنيا بذاك تنعموا

وكذاك في الأخرى كطير حائم

نفس لهم لا روح تعلمهم بمن

هو نافخ فيهم لنيل غنائم

لا يعرفون الحظ غير بطونهم

وفروجهم شوقاً بكل ملائم

ولذاك قال الله فيها كل ما

هم يشتهون يحثهم بعزائم

أهل الحجاب لهم نعيم جسومهم

وعذابهم إن قابلوا بجرائم

ونعيم أهل الكشف رؤية طلعة ال

محبوب بالوجه الجميل الدائم

هو حظهم في النشأتين من الذي

عشقوه بالقلب الطهور الصائم

إذ لا نعيم سوى نعيم شهوده

يوم اللقا بلطائف وكرائم

هو ظاهر لعيونهم وقلوبهم

بمباسملُعْسٍ ولين قوائم

من كل وضاح الجبين كأنه

بدر التمام محوَّطٌ بتمائم

يختال كالغصن الرطيب بقامة

لقلوبهم فيها غناء حمائم

كالبرق يلمع عن وجود حقيقة

نفحاتها فاحت بطيب نسائم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الغني النابلسي

avatar

عبد الغني النابلسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-abd-al-ghani-al-nabulsi@

967

قصيدة

1

الاقتباسات

160

متابعين

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي. شاعر، عالم بالدين والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف. ولد ونشأ في دمشق. ورحل إلى بغداد، وعاد إلى سورية، فتنقل في فلسطين ولبنان، وسافر ...

المزيد عن عبد الغني النابلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة