الديوان » فلسطين » عمر اليافي » الحمد للمذكور وهو الذاكر

عدد الابيات : 28

طباعة

الحمد للمذكور وهو الذاكرُ

في المشهد الغيبيّ وهو الحاضرُ

منه لنا مقامُ كنتُ سمعَهُ

إذا شهدنا فرقَه وجمعَهُ

نذكره به بغير النفسِ

لذكرنا في حضرات القُدُسِ

إذ تنجلي عرائسُ الأسماءِ

بحسنها في المشهد الأسماءِ

ثمّ الصلاة والسلام ما سرى

ريحُ الصَّبا بنفح طيبٍ سحرا

على الّذي هو الحبيب الواسطهْ

لمغرمٍ مكَّن فيه الرابطهْ

وآلهِ وصحبه مَن اهتدوا

بنوره وللملا عنه رووا

ما قد كسا الأنس فؤادي خِلَعَهْ

إذ ورد الكتاب يوم الجُمُعَهْ

وبعد فالمحبّ مذ قراه

مدّ له طيب الصفا قِراه

وطلعت كواكب التهاني

من فلك السطور والمباني

قد أزهرت روضةُ معناه الّتي

أضحت نعيم مهجتي وجنّتي

ومذ رأى صحبي القطوفَ الدانيهْ

ناديت هاؤمُ اقرأوا كتابيهْ

فهِمتُ إذ فهمتُ معناها الّذي

فاح بنفح الأنس والطيب الشذي

وكلّها حقٌّ أتت من حقِّ

لكنّها تمرّ مثل البرقِ

فلا تقف أخا السلوك عندها

وجدّد العزم ترى ما بعدها

إيّاك أن تغترّ فيها يا أخي

وانهض وكن بالروح للقرب سخي

لتترقّى في معارج الشهود

لقاب حضرةٍ لوحدة الوجود

ودم على الذكر بلا فتورِ

لتنجلي عليك ذات النورِ

والتزم الحضور والمراقبهْ

وألزم النفسَ على المحاسبهْ

واحرص على الشروط والآدابِ

واعمل به تلجْ رفيع البابِ

واذكر وغب عنك به لا بل فغبْ

بالذكر عنه لا بذكرٍ تحتجبْ

حتّى ترى الفناء فيه قاما

وقد غدا وجودُك الإعداما

وتشهد المذكور أمسى الذاكرا

وغيبه في القلب بات حاضرا

وتظهر الأسماء فيك مضمرَهْ

مقامَ كنتُ سمعَهُ وبصرَهْ

وما عليه الآن أنت فالتزمْ

واتل على روحك دوماً فاستقمْ

ورؤية المختار طه حقُّ

وقوله الصادق حقٌّ صدقُ

عليه صلّى ربّنا وسلّما

ما مغرمٌ بحبه قد هيّما

وآله وصحبه الكرامِ

ما حسُنَ البدءُ مع الختامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمر اليافي

avatar

عمر اليافي حساب موثق

فلسطين

poet-omar-alyafi@

326

قصيدة

122

متابعين

عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين. شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق. كان ...

المزيد عن عمر اليافي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة