الذكر أبقى لكم والمال عارية

فاشروا الحياة به أو للتراث بقي

ما أشبه المال بالأكمام في غصن

أيان ينفق عن الأزهار ينفتق

والزهر مختلف لونا ورائحه

ما كان منتشقا او غير منتشق

كذلك المال في الوجهات مصرفه

مدنس بعضه والبعض منه نقي

اللّه في قسمي بالسيف منصلتا

في كف مستبسل يرمي برأس شقي

شاهد أباة يخاف الدهر سطوتهم

لم تخفهم سحب الأعدا ولم تعق

شاهد ضراغم ذبت عن عرائنها

شاهد صواعق من لاقته ينصعق

شاهد مشاة أجن الجو عشيرهم

والخيل في خبب والبزل في عنق

انظر لجرحى وأشلاء مبعثرة

ما بين منثلم منها ومحترق

مستبسلين تراهم وسط ملحمة

صرعى وهم بين مفؤود ومختنق

مبتورة في الوغى الأعضاء تاركة

فينا عواجز تسترعي بمرتزق

في هؤلاء من الجنس اللطيف ولا

تثريب إن نحن أنشدنا فان تفق

أبلت بلاء وما أدراكمو حسنا

ما بين ذي وجل منها وذي فرق

باتت تجرر أطمارا لها ولقد

كانت تجره من خز ومن سرق

تأوي لكوخ بلا رجل ولا بصر

ملتفة في اشتداد البرق بالخرق

إزاءها البعل تسقيه وتطعمه

مما تجمعه في ثوبها الخلق

هي اليدان له وهو العيون لها

كل لثانيه بالباقي لديه يقي

للّه درهما شخصين قد بذلا

للّه ما بذلا فاذكرهما تفق

هي الحروب أثارتها مطامعهم

فاسأل أخا الحرب عما في الحروب لقي

هذا تدافع عن حق بسالته

وذاك تجعله الأطماع في حنق

هذي هي الحال والأقدار جارية

دارت عليها شؤون الخلق كالخلق

والحق حق ولكن في تعدده

أضر بالناس فاستجلوه نتفق

لولا اختلاف الورى ما ثار ثائرهم

فاسلك صراطك بالإيمان واستبق

واسرع لبر ولا تمنن فتحبطه

وبالكرام إذا ما شئت فالتحق

لمثل هذا ترى الأحرار عاملة

فامسك بأذيالها تعتز واعتلق

واظهر بمظهرها السامي ومديدا

في الصالحات وبمم سوقها وسق

يا صالحا بيننا طبق اسمه عملا

وفقت للاكتتاب اليوم فلتثق

إذ كنت بين كرام الحي في جذل

مما يشاهد فينا من علا ورقي

استنهضتنا الليالي وهي مقبلة

حتى اكتسى غصن الآمال بالورق

يا دعوة البر والآذان مصغية

جوزي الصدور على الإخلاص واخترق

لسنا وإن بعدت أصقاعنا شيعا

لسنا وشرعتنا السمحاء في فرق

هذي يدي فليمد المسلمون يدا

نشري رضاك بها يا جد كل تقي