الديوان » العصر العثماني » ابن الجزري » عدوك مقتول بسيء فعله

عدد الابيات : 31

طباعة

عدوك مقتول بسيء فعله

وليس يحيق المكر إلا بأهله

ومن يركب البغي المضلل سعيه

بجهل جدير ان يموت بجهله

فتباً لأعداك الذين تجمعوا

وقد اضمروا حقداً فجوزوا بمثله

أتوك فردوا عن حمام بخيبة

يخبون في حزن الفضاء وسهله

وما عضب ذي الباس المطاع بقاطع

إذا لم يذد عن سرحه ومحله

رأوك فظنو الأرض واجفة بهم

تمور وكل ضل عن رشد سبله

ففروا يرومون النجاة من الردى

مفر نعاج من هزبر وشبله

وولو أو قد درت عليهم رماحكم

دماء كدمع المستهام الموله

فما فتقت اسيافكم من جلودهم

يرتقه اللدن الوشيج بشله

لقد كفروا نعماك يوم كسوتهم

من الوشي ما ضاهى الربيع بشكله

وحلمك عما غادروه بغدرهم

من الجود في كهل الزمان وطفله

ونكثهم تلك العهود دناءة

من الأصل والإنسان يزكو بأصله

فجازيتهم يوماً عبوساً قتامه

يسد طريق الشمس عنهم بظله

تخال مثال النقع جون سحائب

به والحسام العضب برقاً بسلّه

اسيرهم يخشى الكرى وطليقهم

يفر حذاراً من أخيه وخله

ولما اقمت الحد والعدل فاتكاً

بهم سبق السيف الطلا قبل عذله

فسريت من افنى الطغاة بعضبه

وارضيت من داس البساط بنعله

وقمت بأعباء الأمور وبعض ما

حملت تدك الراسيات لحمله

وانفقت ما تحويه في طلب العلا

نوالا واحراز العلا عند بذله

وانشأت بالمعروف في كل بلدة

سحاباً عميما وبله قبل طله

عجبنا لهذا الدهر جاد على الورى

بمثلك مع شح الزمان وبخله

فأنت الذي يخشى ويرجي على المدا

فيخشى لسطواه ويرجي لفضله

وأنت الذي لا شيء يعظم عنده

سوى اللَه في كل الأمور ورسله

وأنت الذي انقاد الزمان لأمره

فغايه سؤل الدهر غاية سؤله

فدم لا برحت الدهر تسطو على العدى

ففي سطوات الليث أمن لنجله

وفي تعب الأيام للمرء راحة

كمجناك شهداً مع جناية نحله

فيا أوحد العليا ويا أمجد الورى

ويا من تعالى عن عسى ولعله

ابنك ان لا طرف لي اقتضى به

ديوني وايعاني الغزيم بمطله

فجد لي بما أرجوه إن شئت ملجما

وإن رمت تعجيل العطا فبجله

فإني امرؤ لو رمت غير نوالكم

لقال الورى ابعدت من متبله

اتترك امواه البحار سوائحا

وتقنع من برض الثرى بأقله

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الجزري

avatar

ابن الجزري حساب موثق

العصر العثماني

poet-ibn-al-jazari@

231

قصيدة

1

الاقتباسات

65

متابعين

حسين بن أحمد بن حسين الجزري. شاعر، من أهل حلب. أصله من جزيرة ابن عمر، ونسبته إليها. تنقل بين الشام والعراق والروم، ومدح بنى سيفا (أمراء طرابلس الشام) واستقر في حلب. ...

المزيد عن ابن الجزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة